بدون تردد

نسائم النصر

محمد بركات
محمد بركات

 فى مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر ١٩٧٣ منذ «٤٩» تسعة وأربعين عاما، كانت مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة وفاصلة فى تاريخها وواقعها ومستقبلها، بل وفاصلة أيضا فى واقع ومستقبل المنطقة العربية والشرق أوسطية التى تقع فيها مصر موقع القلب .

  ففى صباح هذا اليوم الخامس من أكتوبر ١٩٧٣ ، كانت مصر على موعد مع الزمن كى تغير واقعها والواقع الاقليمى كله بالمنطقة ، وكانت على مبعدة ساعات قليلة من لحظة البدء فى تغيير موازين القوى فى هذه المنطقة من العالم .

كانت مصر لا تفصلها سوى مدة لا تزيد عن أربع وعشرين ساعة فقط ، عن أخطر لحظة فى تاريخها المعاصر ، لحظة فارقة فى مسار الأمة ومستقبل الوطن، تتحدى فيها الواقع المر الذى فرضته هزيمة الخامس من يونيو ١٩٦٧ ، وتعبر فيها فوق القناة لتزيل العدوان وتمسح عار الهزيمة وتعيد كرامتها وتحرر أراضيها .

  فى صبيحة هذا اليوم الخامس من أكتوبر ١٩٧٣، منذ تسعة واربعين عاما ، كانت القيادة المصرية قد حددت ساعة الصفر فى الثانية من بعد ظهر اليوم التالى ، السادس من أكتوبر ١٩٧٣، باعتبارها ساعة الحسم والمصير لشعب رفض الاستسلام للهزيمة ، وجيش وطنى شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف ، لاسترداد الأرض وتلقين العدو درساً قاسياً لا يمكن ان ينساه على مر السنين والأعوام .

  وإذا كنا اليوم نعيش احداثا جساماً ، فى ظل ما نخوضه من مواجهة شرسة مع عصابات الإفك والضلال والكذب ، الساعية لنشر الشائعات وزرع الفتن وتعطيل المسيرة الوطنية للتحديث والتنمية ، فإننا نؤمن بقدرة مصر وشعبها على الانتصار بإذن الله طالما بقى الشعب والجيش يداً واحدة وصفاً واحداً فى مواجهة اعداء الأمة والشعب الكارهين لمصر وشعبها .