خالد ميري يكتب: غلطة الشاطر!!

خالد ميري
خالد ميري

عمرو أديب إعلامى كبير، لا أحد يختلف على مهنيته ولا أحد يزايد على وطنيته، والمثل الشعبى الشهير يقول إن غلطة الشاطر بألف، ولهذا عندما يخطئ عمرو أديب يجب أن نتوقف حفاظًا عليه وعلى شعبيته الكبيرة التى حققها على مر السنين.

عمرو أديب صنع شهرة واسعة بعمله الإعلامى، ومنذ ثورة ٣٠ يونيو العظيمة كان مع الصحفيين والإعلاميين المصريين فى خندق الدفاع عن الوطن ضد جماعة إخوان الإرهاب ومن والاهم وضد أصحاب مصالح كثيرين كانوا يحلمون ويتمنون تقسيم وطننا وتسليمه لأيدى الإرهابيين وزراعة الفتنة فى كل ربوعه، لعب أديب مع الصحفيين والإعلاميين دورًا وطنيًا لا ينسى دفاعًا عن بلدهم.. عن التاريخ والحاضر والمستقبل.

من الطبيعى أن يرتكب أى إنسان خطأ مهما كان، فلا أحد معصوم من الخطأ ، كلنا بشر وكلنا يمكن أن نرتكب أخطاء وهذه هى سنة الحياة.. لكن الأهم ألا يكون هناك إصرار على الخطأ أو استمرار على نفس النهج.

فى الأيام الأخيرة لم تتوقف الاتصالات معى من زملاء صحفيين وإعلاميين وجمهور عادى، وكان الحديث واحدًا وواضحًا.. لماذا يصر عمرو أديب على تسويد المستقبل فى وجه المصريين، لماذا يصر على نشر رسالة الخوف والفزع مما هو قادم.. لقد تحول الأمر من استعراض لأخبار وتحليلات وتأويلات إلى رسالة ثابتة يصر على توجيهها للجمهور حتى تثبت فى يقينه وترسخ فى وجدانه ،سواء من خلال أقواله المباشرة أو ضيوفه فى الاستوديو، صحيح إن الإعلامى مطالب بنقل الحقائق .. لكن عمله لا يمكن أن يركز على رسالة الخوف من المجهول الذى قد يأتى أو لا يأتى، فما الفائدة من تحويل الخوف والقلق إلى قيمة ثابتة فى الرسالة الإعلامية رغم أن أخطار ذلك معروفة للكافة.

عمرو أديب يتابعه الملايين فى مصر والوطن العربى، وكثيرًا ما يصدقون رسالته، فهو واحد ممن وقفوا فى خندق الدفاع عن الوطن، لكن غلطة الشاطر ورسائل الخوف والقلق من المستقبل المجهول تستغلها جماعة إخوان الإرهاب بكل وسائلهم الاعلامية من قنوات وإذاعات وصفحات مضروبة على وسائل التواصل الاجتماعى كافة لضرب ثقة المصريين فى وطنهم ومستقبلهم.. حيث يتم تضخيم رسالة الخوف والقلق عشرات المرات بهدف أن يرسخ فى الوعى الجمعى المصرى أنه لا أمان ولا مستقبل، صحيح أنهم كاذبون وكما يتنفسون يكذبون.. لكنهم هذه المرة يستخدمون رسالة إعلامى كبير لخدمة أغراضهم الخبيثة ومحاولة التأثير فى وعى الشعب وإرادته وهو أقوى ما تملكه الشعوب.

لا أعتقد أن عمرو أديب كان يريد ذلك.. عمله على مدار السنوات الماضية يؤكد أن هذا لم يكن هدفه.. لكن النتيجة التى وصلنا إليها واستغلال إعلام الإخوان اليومى لرسائله لخدمة أغراضهم يؤكد أنه يجب أن يراجع نفسه، وأن يتوقف قليلا ليرى المشهد كاملا.

ما زلت أثق فى وعى عمرو أديب، لكن ثقتى الكاملة أن رسالة التفاؤل وزرع الامل أقوى سلاح فى مواجهة أى خطر، وأن رسالة الأمل لا تتعارض أبدًا مع الاستعداد للمستقبل مهما كانت أخطاره، خاصة فى ظل أزمات عالمية استفحلت من كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية والتوتر ما بين أمريكا والصين، فمصر رغم كل هذه الأخطار التى تحيط بالعالم تواصل العمل وماكينة الانتاج لا تتوقف، مصر تواصل النجاح وتمضى بخطوات ثابتة إلى المستقبل.. نتأثر بما يحدث حولنا كما يتأثر العالم بأكمله ونواجه بثبات أزمات اقتصادية عاتية مع نقص فى السلع خاصة واردات القمح والمواد البترولية وارتفاع غير مبرر فى الأسعار عالميا، لكن المؤكد أن هذه الأزمات المستوردة والتى تؤثر علينا كما يحدث فى كل العالم تحتاج لتكاتفنا جميعًا، كما تحتاج لإعلام يكشف حقيقة ما يحدث فى العالم وينقل الحقائق لكنه يزرع الأمل ويؤكد على قيمة رسالة العمل والإنتاج والادخار.

عمرو أديب بما يمتلكه من متابعة واسعة يجب أن يكون فى مقدمة من يقومون بهذا الدور، فالرجل لا يحتاج لمن يشير له إلى ما يجب أن يكون، لكن حقه علينا أن نقول له إنه شاطر وأن غلطة الشاطر بألف، وإننا نثق أنها غلطة ستنتهى سريعا إن لم تكن قد انتهت بالفعل.
مصر فى حاجة لكل أولادها المخلصين ، فالنجاح يتحقق بالعمل الجماعى وبمنظومة يشارك فيها كل المصريين.. فهو وطننا جميعًا وكلنا نعيش تحت رايته نتمتع بخيراته ونموت دفاعًا عنه.