لبنان يحدد موقفه من عرض واشنطن حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

الرئيس اللبناني ميشال عون
الرئيس اللبناني ميشال عون

كتبت: إسراء ممدوح

أفادت الرئاسة اللبنانية، اليوم الإثنين 3 أكتوبر، عبر حسابها الشخصي على "تويتر"، أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال إن "لبنان سيحدد موقفه من عرض الوسيط الأمريكي آموس هوكستين بخصوص ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بالتشاور مع رئيسي مجلسي النواب والوزراء".

وتابع الرئيس اللبناني، خلال استقباله مديرة أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والخارجية الفرنسية أنه "لن تكون هناك أي شراكة مع الجانب الإسرائيلي".

اقرأ أيضًا: الجامعة العربية تناقش التدخلات التركية الإيرانية بشئون الدول

ومن المنتظر أن يجتمع المسئولون اللبنانيون اليوم، لبلورة الردّ الرسمي على المقترح، تمهيدًا للتوصل الى اتفاق نهائي يتيح للبلدين المتنازعين استثمار مواردهما النفطية.

«اجتماع ثلاثي» بشأن اتفاق نهائي حول خط الحدود البحري

ويأتي الاجتماع بعد يومين من تسليم السفيرة الأمريكية لدى بيروت دوروثي شيا رؤساء الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري والحكومة المكلف نجيب ميقاتي "المقترح الأمريكي بشأن اتفاق نهائي حول خط الحدود البحري"، وفق ما غرّدت السفارة الأمريكية السبت.

وتعقد اللجنة التقنية المكلفة متابعة الملف، وتضم ممثلين عن جهات عدة بينهم الجيش، اجتماعًا عند الواحدة بعد الظهر في القصر الرئاسي، ثم يستقبل عون بري وميقاتي عند الساعة الثالثة بعد الظهر للبحث في "الرد الرسمي على العرض الذي سلّمه" هوكستين، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان.

وكشفت صحيفة الأخبار المحلية، المقرّبة من حزب الله، في عددها الإثنين، عن أن الاجتماع سيبتّ في العناوين الرئيسية للموقف اللبناني قبل "تحويله إلى ورقة ترسل إلى الجانب الأمريكي خلال 48 ساعة كردّ رسمي من الدولة اللبنانية".

ولم يتم الإعلان رسميًا عن مضمون العرض، لكنّ المواقف الصادرة عكست تفاؤلًا بإمكانية التوصّل إلى اتفاق، وقد صدر أبرزها عن حزب الله الذي قال أمينه العام حسن نصرالله السبت "نحن أمام أيام حاسمة في هذا الملف، ونأمل أن تكون خواتيم الأمور جيدة"، حيث أن إسرائيل أشادت بدورها الأحد بالاقتراح الأمريكي.

تصريح الحكومة الإسرائيلية

وصرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، خلال اجتماع لمجلس الوزراء بأن الاقتراح "يعزز أمن إسرائيل واقتصادها"، لافتًا إلى أن حكومته "تناقش التفاصيل النهائية وعليه لا يمكن الإشارة إلى صفقة محسومة".

وتسارعت منذ بداية يونيو التطورات المرتبطة بالملف بعد توقف لأشهر، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش تمهيدًا لبدء استخراج الغاز منه، وتعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، بينما تقول إسرائيل إنه ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وانتقل هوكستين، الذي تقود بلاده منذ عامين وساطة بين لبنان وإسرائيل، مرارًا بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية، قبل أن يقدّم عرضًا مكتوبًا.

وكانت المفاوضات بين الجانبين قد توقفت في مايو 2021 جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، إذ اقتصرت المحادثات عند انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومترًا مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.

وفي وقت سابق، اعتبر لبنان أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومترًا مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بـ«الخط »29.

ودعا لبنان هوكستين لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضًا جديدًا لترسيم الحدود لا يتطرق الى كاريش، ويشمل ما يُعرف بحقل قانا، وذلك بعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية.

يقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23. وأكد لبيد الأحد أن حكومته "لا تعارض تطوير لبنان لحقل غاز إضافي، سنحصل منه بالطبع على الحصة التي نستحقها" في إشارة واضحة إلى حقل قانا الذي قد يتم تقاسم إيراداته بموجب المقترح الأمريكي.

وفي وقت سابق، تسلم الرئيس اللبناني، ميشال عون، رسالة خطية من الوسيط الأمريكي أموس هوكستين تتعلق بمقترحات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل.

وقال حساب الرئاسة اللبنانية، في تغريدةٍ عبر "تويتر"، "الرئيس عون استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا وتسلم منها رسالة خطية من الوسيط الأمريكي أموس هوكستين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية".

الرئيس عون، استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا وتسلم منها رسالة خطية من الوسيط الأمريكي اموس هوكستين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وفي وقت لاحق، أشارت الرئاسة اللبنانية، إلى أن عون اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتشاور معهما في عرض الوسيط الأمرثكي هوكستين، وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن.