خبير آثار يوضح الفرق بين «صان الحجر» الآثرية بالشرقية و«صا الغربية»

محمود حامد الحصري مدرس الآثار
محمود حامد الحصري مدرس الآثار

أكد الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد أن هناك خلط بين غير المتخصصين حول صان الحجر وصا الحجر موضحا أنه لكشف الفرق بينهم يجب علينا معرفة أن صا الحجر "سايس" بمحافظة الغربية وتقع sAw علي الضفة الشرقية لفرع رشيد علي بعد 7كم من مدينة "بسيون" عُرفت في اللغة المصرية القديمة باسم "ساو" sAw، ثم حرفها الإغريق إلي "سايس" Saïs، ثم أُضيفت في اللغة العربية كلمة "الحجر" إشارة إلي كثرة أطلالها الحجرية.

خبير آثار يكشف خطأ تاريخي في تحديد بداية السنة الزراعية في مصر القديمة 

أما صان الحجر "تانيس": فهى إحدى قرى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، تقع على بعد 17كم من الحسينية، و32 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة فاقوس، وحوالي  150كم إلى الشمال الشرقي من القاهرة.

وكشف د. الحصرى أن هناك عدد من القري والمدن قد أخذت نفس اسم تانيس وهي: 

1- تنيس : "بكسر التاء وتشديد النون المكسورة" تقع في شمال شرق بحيرة المنزلة.     

2- تنيس : "من غير تشديد" وهي تطلق على قرية البربا هي إحدى القرى التابعة لمركز جرجا بمحافظة سوهاج في صعيد مصر.

تانيس عاصمة مصر في الأسرة الحادية والعشرين :

بعد نهاية الأسرة 20 انقسم الحكم لشطرين، وذلك بعد أن سيطر كهنة "آمون" علي مقاليد الحكم في الجنوب، فانتهت دولة الرعامسة وتم تأسيس دوله جديدة وهي الأسرة 21، ونتيجة لهذا الانقسام ظهرت هناك عاصمتين جديدتين، العاصمة القديمة في "طيبة" حيث يحكم كهنة "آمون" الذين أسقطوا الدولة الحديثة، والعاصمة الجديدة في "تانيس" وهي صان الحجر الحالية، حيث يحكم أمراء الدلتا الذين نقلوا العاصمة من "بر رعمسيس" إلي "تانيس".

وعن الأهمية السياسية والاقتصادية والدينية لتانيس "صان الحجر" يقول د. محمود الحصرى: "كانت تانيس العاصمة السياسية والدينية لمصر خلال حكم الأسرة الحادية والعشرين، وذلك لما تتمتع به من موقع استراتيجي وحيوي لإشرافها على الفرع التانيسى لنهر النيل وإمكان وصول السفن لها عن طريق بحيرة المنزلة، كما أن انحسار المياه وجفاف الفرع البيلوزي الذي كان يمر بمدينة پي-رعمسيس عاصمة مصر قبل تانيس أدى إلى هجرة السكان لتلك المدينة، وفى نفس الوقت ازدهار وعمار مدينة تانيس، التي توجد بها مقابر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين".

ويوضح د. محمود الحصرى أن منطقة آثار صان الحجر "تانيس" تعتبر أكبر موقع أثري في شرق الدلتا، وهناك عدد من أنقاض المعابد، بما في ذلك معبد كان مكرسًا لآمون، وبعض المقابر الملكية من الفترة الانتقالية الثالثة حيث تضم عدداً من مقابر ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وبعض الملكات والأمراء والقادة العسكريين، وبعض المسلات، وغيرها من الآثار الأخرى التي تم الكشف عنها ومن أشهر آثار تلك المدينة الهامة مقابر تانيس الملكية أو ما يعرف بكنوز تانيس أو آثار تانيس الذهبية، حيث تم الكشف عن هذه المقابر على يد الأثري الفرنسي پيير مونتيه يوم 27 فبراير عام 1939م، حين اكتشف عدداً من المقابر الملكية تخص ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وعدداً من أفراد العائلة الملكية وبعضاً من كبار رجال الدولة.

وبعد هذه الاكتشافات الأثرية المهمة لفتت تانيس أنظار العالم بآثارها الرائعة والجميلة والكثيرة المستخرجة من مقابرها حتى إن هناك قاعة كاملة خصصت لروائع تانيس بالمتحف المصري بالقاهرة لا تقل روعة وجمالا بأي حال من الأحوال عن آثار مقبرة الملك الذهبي "توت عنخ آمون" المحفوظة بنفس المتحف والتي تم نقل العديد منها للمتحف الكبير بالرماية. فمن بين تلك الآثار يجد المرء توابيت ومصنوعات ذهبية وحلى ومشغولات من اللازورد والأحجار الكريمة مثل الأقنعة الجنائزية الخاصة بعدد من ملوك تلك الفترة مثل القناع الذهبي الأشهر للملك بسوسنس الأول وغيره من آثار الملوك الآخرين. وقد بلغ عدد المقابر الملكية المكتشفة بتانيس سبع مقابر لمعظم ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين هذا بخلاف المقابر الأخرى، ومن أشهر الذين عثر على مقابرهم أو توابيتهم بالمقابر الملكية بتانيس هم :

1- الملك بسوسنس الأول من ملوك الأسرة 21.

2- الملك أمون إم أوپى من ملوك الأسرة 21.

3- الملك شيشنق الثاني من ملوك الأسرة 22.

4- الملك أوسركون الثاني أو وسركون الثاني من ملوك الأسرة 22.

5- الأمير حور نخت ابن الملك أوسركون الثاني.

6- الملك تاكلوت الثاني من ملوك الأسرة 22.

7- الملك شيشنق الثالث من ملوك الأسرة 22.

8- الملكة موت نجمت أم الملك بسوسنس الأول.

9- القائد عنخ إف إن موت.

10- القائد با إري مس عا.