المقدم إيلي ديكيل عن إخفاقات «أمان»: السادات وجه إلى رؤوسنا مسدسا فارغا وصدقناه

الزعيم محمد أنور السادات
الزعيم محمد أنور السادات

- التراجع عن عملية «اللؤلؤة» لاختطافه من غرفة قيادة العمليات السرية

لا يخفى المقدم (متقاعد حاليًا) إيلى ديكيل مرارته من عدم تبنى القيادات العسكرية العليا لخطته التى وضعها للهجوم على مركز القيادة العليا فى القاهرة وخطف الرئيس السادات، وقائد الأركان المصرى وكل أعضاء القيادة ووضعهم فى الأسر، فيما أطلق عليها «عملية اللؤلؤة».

يستسلم ديكيل الذى خدم فى قسم الأبحاث بالاستخبارات الحربية التابعة لجهاز «أمان» لأمر قيادته العليا بإيكال المهمة لـ«سييرت متكال» وهى وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة، ولم تتم العملية. 


يحدد ديكيل فى سلسلة من المحاضرات التى بثت خلال الشهرين الماضيين على الإنترنت، عن الإخفاقات التى اتسم بها عمل المخابرات الحربية «أمان» خلال حرب أكتوبر، لكنها مستقاة من كتابه الذى أصدره عام 2010 بعنوان: «استخبارات منفصلة عن الأرض، نجاحات وإخفاقات عمل الاستخبارات الجغرافية»، أنه منذ بداية الحرب حتى 17 أكتوبر، أمر رئيس الأركان ووزير الدفاع الإسرائيلى بالاستعداد لضرب أهداف استراتيچية فى مصر، لكن إزاء المفاجأة لم يجد الجيش الإسرائيلى الوقت لمناقشة وصياغة قائمة من الأهداف التى من شأنها تلبية احتياجات الحرب.


مركز العمليات رقم ١٠

ويضيف: «فى الأيام السابقة لحرب أكتوبر قمنا باستعراض ومراقبة كل أنشطة وتحركات القيادة المصرية سواء الأنشطة العادية أو أنشطة وقت الطوارئ، ركزنا كل المعلومات المتوافرة لدينا وخططنا للهجوم على مقر القيادة بالقاهرة وكنا نعرف منذ حرب 67 أن هناك مخبأ ضخمَا فى ألماظة شرقى القاهرة ولم نعرف لماذا لا يستخدم لم نكن نراه لأنه تحت الأرض.

ولكن بالنظر إلى ضخامة حجمه وأهميته عرفنا أن اسمه مركز العمليات رقم 10. بعد مرور ثلاثة أو أربعة أيام طرأت على ذهنى فكرة الهجوم على مقر القيادة العليا المصرية وجمعت كل المعلومات الخاصة بالطرق وهيكل المبنى والموارد المطلوبة لتنفيذ عملية أسر الرئيس المصرى وقيادة الأركان لكن كانت هناك تفصيلات غائبة عن عدد الغرف وما هى الغرف المركزية فى المبنى. يلقى ديكيل باللائمة على هشاشة ونقص المعلومات التى قدمها كبار العملاء أثناء حرب أكتوبر، ومنهم أشرف مروان.


فى هذه المحاضرات تناول ديكيل عوامل إخفاق المخابرات الحربية فى تقديم تقدير دقيق للموقف، اعتمادًا على معلومات قديمة ترجع إلى حربى 67 والاستنزاف. وحين اندلعت حرب أكتوبر تبين مثلًا جهل الإسرائيليين بأنواع الدبابات التى تم تجهيز الجيش المصرى بها استعدادا لحرب يوم الغفران، وبحسب ديكيل، كانت هناك تغييرات جذرية فى أنواع الدبابات تحضيرًا لحرب أكتوبر. وظنت قيادات الجيش الإسرائيلى خطأً أن فرق المشاة كانت لا تزال مجهزة بالدبابات القديمة T-34، كما أن كميات دبابات T-62 الجديدة نسبيًا لم تكن معروفة.


جرانيت أم الأبراج العالية
حتى اندلاع حرب يوم الغفران، اعتقدت «أمان»، والقيادة العليا، أن المصريين سيقاتلون فى الحرب القادمة وفقًا لخطة «جرانيت 2» ويسعون للوصول إلى الممرات الجبلية فى متلا والجدي. لم يعرفوا أن السادات صاغ خطة جديدة: «الأبراج العليا».

وفى خطابه الشهير يوم ١٧ أكتوبر هدد علنًا بأن أى تحرك نحو العمق المصرى سيقابله هجوم فى العمق الإسرائيلي. ظنت القيادات العسكرية أنه يتحدث عن استخدام صواريخ بصواريخ «ظافر» أرض - أرض التى بحوزته: العمق مقابل العمق. فى أمان، أدركوا على الفور أن تهديد صواريخ «ظافر» كان فارغًا، لأن مصر لم تتمكن من تطوير الصاروخ.

وفى نفس الوقت، اعتقدوا أن السادات كان يشير فى الواقع إلى صواريخ «سكود»، التى قدمها له الاتحاد السوفيتى قبل بضعة أشهر. فى نهاية مداه، يمكن أن تصل «سكود» إلى بئر السبع وحتى جنوب تل أبيب. بعد الخطاب، أصدر وزير الدفاع تعليمات للجيش الإسرائيلى بعدم التحرك فى 18 أكتوبر ضد أهداف اقتصادية، الأمر الذى أغلق الباب أمام قضية مهاجمة أهداف استراتيجية فى مصر.

اقرأ أيضا | محمد غنيم يروي واقعة طريفة له مع الرئيس السادات