حديث وشجون

أصحاء ولكن... معاقون!

إيمان راشد
إيمان راشد

قابلتها بالصدفة بمكتب أشرف سلومة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة... تتحدث بحماس ولباقة مرتبة الأفكار وسمعتها تتحدث عن معرض قريب للطالب المستثمر... استوقفنى حديثها وشجعنى فضولى الصحفى لمتابعة حديثها وسألتها عن معنى الطالب المستثمر وهل هذه مادة جديدة ستدرس هذا العام ففاجأتنى بأنها قطاع كامل منذ ٢٠٠٢ بالوزارة ترأسه الآن راندة شاهين... أما محدثتى إلهام  محمود فهى مدير لهذا النشاط بالمدارس الذى يعرف بالمدرسة المنتجه وأوضحت لى أنه نشاط مثل حصص النشاط الأخرى من تدبير منزلى أو تربية رياضية ولكنه يختلف عنهم فهو يعد الطالب للقيادة والاستثمار، حيث إن الوزارة تضع خطة سنوية للمشاريع المقترحة مثل صناعة السجاد أو الإكسسوارات وإنتاج شتلات زراعية ينفذها الطلاب ليستكمل آخرون الجانب التسويقى لها فى معارض تقام خصيصا لذلك.


واضافت ان هذا النشاط يعلم الطالب القيادة ويوثق الصلة بين المدرسة والمجتمع وبالفعل يجعل الطالب مستثمرا ناجحا وضربت لى مثلا بطالب كان بمدرسة التربية الفكرية بأوسيم تعلم حرفة صناعة السجاد اليدوى وتخرج الآن وأنشأ مشروعا خاصا به ينتج فيه السجاد بل ويعلم عددا غير قليل ويدربهم على هذه الصناعة.


تركت تلك السيدة التى أبهرتنى بتخصص مجهل لا يعلمه إلا القليل وتركت داخلى بصمة وتساؤلا... أين شبابنا الراقد على سريره فى انتظار وظيفة ميرى يجلس فيها على مكتب يحتسى القهوة أو يتباكى على حظه القليل... قصة محمود خريج مدرسة التربية الفكرية (من ذوى الهمم) أهديها إلى كل لوسى فى فيلم (إشاعة حب) ولكن فى القرن الواحد والعشرين لا يملك إلا الجلوس على المقاهى أو سهر الليالى على الموبايل الذى اشتراه له والده فى انتظار العدل اقصد وظيفة ميرى. شكرا استاذة إلهام على صفعة الإفاقة لمجتمع الشباب المتواكل او بمعنى آخر الأصحاء المعاقين.