بعد تصدره مواقع التواصل الاجتماعي .. تعرف على «البُرص» عند قدماء المصريين

صورة موضوعية
صورة موضوعية

البرص أحد أشهر الزواحف ارتيادًا للبيت المصري، وظهوره في أي مسكن إيذانًا بإعلان حالة حرب لا تنتهي إلا باصطياده وقتله ورؤية جثته ممددة وإلقاءه خارج المنزل.

وقد تصدر الحديث عن البرص المصري مواقع التواصل الاجتماعي بعد تقارير عن "غزوه" لإسرائيل و"تهديده للنظام البيئي وللمحاصيل الزراعية فيها".

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرا ذكرت فيه أن "سلطة الطبيعة والمتنزهات في إسرائيل تسعى للحصول على مساعدة من سكان وادي عربة في تحديد مكان البرص المصري الذي بدأ في الانتشار بكثافة ويتكاثر بسرعة رهيبة ويلتهم المحاصيل الزراعية".

ويحتل "الوزغ" البرص حيز كبير من التراث المصري، وهو ليس له علاقة بجودة نظافة المسكن، فهو يتسلل لأي مكان بمنتهى الحرية، عكس بقيةالحشرات التي تتربى على القاذورات.

وقد عرف قدماء المصريين البُرص كأحد الزواحف المعروفة لديهم وقاموا، برسمه في الهيروغليفية بكثرة، وكذلك رأيناه في المناظر والأرقام المصرية القديمة وهو بالإنجليزية Gecko، وبالهيروغليفية يُنطق "عشا"، وتم رسمه في بعض الأحيان مفرود الأقدام وأسفله 3 علامات (III) وهي تعني الجمع.

والبُرص في الهيروغليفية يرمز له بكلمة عشا بمعنى (كانوا) بأعداد كبيرة، وقد اعتقد المصريون القدماء أن البُرص سام وقال باحثون أجانب حديثًا إن البُرص يحمل بكتيريا السالمونيلا، ووصفه قدماء المصريين أحيانًا أنه ثعبان بأرجل، وهو بالفعل يحتل في العلم الحديث مرتبة متميزة من بين ألف من أنواع الزواحف، إذًا فهو زاحف بالفعل ووصف المصري القديم له أنه ثعبان دقيق.

وقد عثر على بردية اكتشفت فى محافظة الفيوم أطلق عليها "كتاب البُرص" محفوظة بمتحف برلين وترجع للقرن الأول الميلادي كانت تحكي عن أن سقوط البرص فأل أو نبوءة نذير نحس وشؤم حيث أن البرص متسلق جيد للغاية فسقوطه يعتبر حدثًا.

فسقوط البُرص عند قدماء المصريين كان حدثًا مدهشًا لأنه من الزواحف التى تجيد التشبث والتسلق، فالبردية تبدأ بكلمة "لو سقط" وتحكي أن من يحلم بأن برص يسقط فمعنى هذا أنه سيحدث له في الواقع كذا وكذا وتسترسل البردية في الحكي عن دلالات سقوط البُرص في الأحلام وتفسيراتها.

ومن الناحية الدينية فقد أوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ "البرص" وكان عند السيدة عائشة رضي الله عنها رمح تتبع به الأوزاغ وتقتلها، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قاتله له أجر.

وعلميًا فقد أظهرت نتائج أحدث إحصاءات وكالة حماية الصحة في بريطانيا، أن الأطفال فى المنازل التى يكثر بها الأبراص أكثر عرضة للإصابة ببكتيريا السالمونيلا.

ونشرت مجلة العلوم الأمريكية جزء خاصا ناقشت فيه مسببات الأمراض من الزواحف، حيث قال الدكتور برندان بوريل أنه قد وجد عشرة أنواع من السالمونيلا فى أحد الأبراص.

وهي تحمل عدد من الأمراض المعوية، حيث تحمل الأبراص العديد من الطفيليات أشهرها طفيل الكريبتوسبوريديم، وأيضًا الديدان الدبوسية Entrobius vermicularis، وهي أمراض معدية.