من الأعماق

جرائم أخلاقية.. والمهنة «تيك توكر» !!

جمال حسين
جمال حسين

فى سُنّة حسنة أصبح النجم العالمى الأسطورة محمد صلاح مثلًا أعلى للغالبية العظمى من شبابنا، يتمنى الآباء قبل الأبناء أن يصل أبناؤهم إلى العالميَّة مثله، ويرفعوا اسم مصر فى جميع المجالات.. لذلك لم يكن مستغربًا أن نُشاهد هذا الإقبال الكبير على مسابقات اكتشاف المواهب، خاصةً مسابقة «كابيتانو مصر» التى أطلقتها وزارة الشباب والرياضة والشركة المتحدة للخدمات الإعلاميَّة والتى تُعدُّ المشروع القومى الأكبر والأضخم على الإطلاق؛ لاكتشاف المواهب فى كرة القدم، حتى لا يقعوا وآباؤهم فريسةً للأكاديميات الخاصة - وما أكثرها حاليًا - التى تستغل تلك الأحلام المشروعة، وتبيع الوهم للآباء؛ لكسب ملايين الجنيهات.


فكرة مشروع كابيتانو مصر تعتمد على إجراء اختبارات للمواهب من الناشئين فى عمر 14 عامًا من جميع أنحاء الجمهوريَّة، على أن يقوم نجوم وخبراء اللعبة باختبارهم وتصفية المتقدمين إلى 120 لاعبًا يكونون نواةً للمنتخبات القوميَّة والأندية الكبرى، بعيدًا عن المجاملات التى رفضت من قبل قبول الناشىء محمد صلاح؛ لعدم وجود واسطة معه ليصبح بعدها نجم نجوم العالم.
أما السُنة السيئة؛ فنراها بوضوحٍ فى تحوُّل بعض مواقع التواصل الاجتماعى إلى «ماخور» لبث الفسق والفجور وتجارة الرقيق الأبيض، حيث يستخدم بعض محترفيه «رقصة الاستربتيز»؛ لإثارة الغرائز الجنسيَّة، ويخلعون ورقة التوت التى تستر عوراتهم، ضاربين بالقيم والأخلاق عرض الحائط؛ من أجل الثراء السريع!
فمع تطوُّر التكنولوجيا، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى وسيلةً لجمع الأموال من خلال فيديوهات العار التى يتفنَّن فى عرضها مَنْ يُطلقون على أنفسهم لقب «يوتيوبرز» من الشباب والفتيات، ولعلنا نذكر فيديوهات حنين حسام ومودة الأدهم وغيرهما، والتى قادتهم جميعًا إلى السجون.
وخلال الأيام القليلة الماضية قُوبل نبأ إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على التيك توكر إبراهيم مالك بسعادةٍ غامرة، وأثلج صدور الجميع مشهد اقتياده مُقيَّدًا بالحديد إلى النيابة العامة التى حبسته بتهمة نشر الفسق والفجور والإساءة إلى الفلاحين فى مصر..
ادَّعى أنه مهندسٌ من ذوى الشأن والسلطة، وأنه أكبر من المساءلة القانونيَّة، وخرج عبر منصات التواصل الاجتماعى فى بثٍ مباشر، مُدعيًا أنه يبحث عن عروسٍ؛ للتغرير بالبنات باسم الزواج، ثم يطلب منهنَّ أشياءً منافيةً للآداب، ويُحرِّضهن على التعرِّى والرقص وخلع الحجاب، وزاد من ذلك أن أساء للفلاح المصرى ،مما أثَّر بالسلب على صورة مصر وشعبها أمام الشعوب العربيَّة.


بالتأكيد ليس لدينا مشكلة مع الأشخاص الذين يظهرون على منصات التواصل الاجتماعى والتيك توك من أجل التربُّح، لكننا ضد تقديم  محتوى يُخالف قيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا.


وقد فجَّرت تحقيقات النيابة مع المتهم العديد  من المفاجآت.. فقد تبيَّن أنه كذابٌ أشر، ونصابٌ خطير، انتحل اسم «إبراهيم مالك»، وأن اسمه الحقيقى «إبراهيم خليل»، وأنه ليس أعزب يبحث عن عروسٍ؛ لكنه متزوجٌ ولديه طفلان، وأنه ليس مهندسًا بشركة بترول- كما ادَّعى- بل إنه عاطلٌ منذ حصوله على شهادة الدبلوم!!


حسنًا فعلت أجهزة الأمن بالقبض على مثل هؤلاء؛ حتى يتحقَّق الردع لكلِّ مَنْ تسوِّل له نفسه الإتيان بمثل هذه الأفعال التى يندى لها جبين البشرية، ويبقى أن نقوم نحن الآباء والأمهات بواجبنا؛ لحماية أبنائنا من السقوط فى هذا المستنقع !!