معتز عبدالمجيد يكتب: «سيخ» شاورما!

معتز عبدالمجيد
معتز عبدالمجيد

العيال أخدوا الإجازة.. طيب يالا يا بابا ودينا النادي واشترك لنا في التمارين.. الجو بقى حر عاوزين نصيف يا حبيبى يلا احجزلنا.. رجعنا من المصيف والدراسة قربت طيب عاوزين العيال تاخد دروس وتبدأ بدري علشان نسبق المناهج.. جهز ميزانية الدروس ومتنساش تشتري الكتب الخارجية.. هوب دا فاضل أسبوع ع الدراسة روح ادفع قسط المدرسة واشترى لبس الأولاد واعمل حسابك في مبلغ علشان كل حاجة بقت غالية.. خد بالك المدرسة بعتت قايمة «السبلايز» على جروب «الماميز» خد العيال وانزل اشتريها بسرعة علشان ياخدوها معاهم اول يوم مدرسة.. دى دورة حياة الأب المغلوب على أمره فى أصعب ٣ شهور فى السنة بيمروا عليه واللى بتبدأ مع أول يوم فى الاجازة ولحد بداية الدراسة.. دوامة سرقاه ياعينى ومحدش حاسس بيه.. يحوش قرشين ويدخل جمعية ويستنى حوافز ومكافآت اهى نواية تسند الزير بس بردو يا ولداه الأب تايهه وماشى يكلم نفسه بس مش مهم هو هيتصرف لانه عود عياله على كدا.. شيال حمول وساكت مش بيشتكى ولا بيتكلم.. مستحمل ضغط الحياة والشغل بس اهو كله يهون ونشوف العيال مبسوطه..

المهم وانا تايهه فى الدوامة دى افتكرت أيامنا احنا جيل الثمانينات.. كان آخرنا مريلة او قميص وبنطلون بلونين محددين «اللبنى والبيج».. قلمين جاف ورصاص وشوية كراسات والاستيكة الفراولة الملونة والجلاد الملون والزمزمية وكنا بنمشى حالنا.. لكن هنعمل ايه الزمن بقى غير الزمن زادت الطلبات وارتفعت الأسعار وزاد احتكار التجار وبقى الأب المسكين عامل زى «سيخ الشاورما» النار فى ضهره والسكينة فى وشه.