احتفالا بيوم المسنين.. قاعود: إكرام من أحسنوا إلينا صغارا «واجب»

الإحسان إلى كبار السن أمر واجب شرعاً
الإحسان إلى كبار السن أمر واجب شرعاً

يحتفل العالم أول أكتوبر من كل عام بيوم المسنين إكراما لما قدموه لأبنائهم من إحسان وما بذلوه من جهد خدمة لهم ولمجتمعاتهم، والإسلام كان سباقا فى رعاية المسنين فأوصى بهم القرآن الكريم فى مواضع كثيرة من آياته وأيضا اهتم بهم النبى صلى الله عليه وسلم فى أحاديث عديدة .

عن حقوق وواجبات المسنين يقول الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف :إن من الفضائل العظيمة والمكارم الجسيمة الاحسان الى الضعفاء ورعاية حقوقهم والقيام على واجباتهم وتعاهد مشكلاتهم والسعى فى إزالة المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم، وهذا من أعظم أسباب التيسير والبركة والخيرات المتتالية للناس فى الدنيا والأخرة.

فقد جاء فى الحديث الشريف الذى يشير إلى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما تنصرون بضعفائكم)، ومن هؤلاء الضعفاء فى المجتمع الانسانى المسنين، فالإنسان فى مرحلة الكبر تظهر عليه بعض التغييرات على جسمه عند تقدم السن، مثل تجعد الجلد وثقل السمع وضعف النظر وبطء الحركة وتغير لون الشعر وضعف الذاكرة والنسيان إنها مرحلة ضعف عام على المستوى البدنى والعقلى وهى مرحلة تتطلب رعاية خاصة بهم.

لذلك وجدنا الإسلام يضع الأطر والآليات التى تحفظ لهؤلاء المسنين حقوقهم وتبين واجباتهم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فليس منا)، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال (الخير مع أكابركم)، وفى رواية أخرى (البركة مع أكابركم)، فإذا احترمنا الكبير واهتممنا بحقوقه يسر الله لنا فى كبرنا من يرعى حقوقنا ويحترم شيبتنا جزاء من جنس أعمالنا  قال الله تعالى: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».

ويضيف: من حقوق المسنين علينا أن نحسن معاملتهم بحسن الخطاب وجميل الإكرام وطيب الكلام فإن إكرام.الكبيروالاحسان إليه هو إجلال لله عز وجل، فقد جاء فى الحديث: (إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة المسلم ).

اقرأ أيضًاالإحصاء: 6.6% نسبة المسنين من إجمالي سكان مصر في عام 2022

ويوضح: من حقوق المسنين أن نقدمهم فى الكلام وفى المجالس ونقدمهم فى الطعام والشراب والدخول والخروج وكذلك ندعو لهم بطول العمر والازدياد فى طاعة الله والعافية وحسن الخاتمة، ولقد حث الله سبحانه وتعالى الأبناء على الدعاء لهم فى حياتهم وبعد مماتهم قال الله تعالى: »وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا».

ومن حقوق الكبار أن نرعى أوضاعهم وضعفهم فإن الانسان عند بداية عمره وعنفوان شبابه يكون قوى العضلات، ثم يبدأ فى الكهولة فتضعف قواه ويتغير طبعه ويهزل بدنه حتى يصير شيخا كبير السن ضعيف البنية قليل الحركة وقد يعجز عن المشي.

فصور الله سبحانه وتعالى هذه الأجواء فى كتابه الكريم قال تعالى: »الله الذى خلقكم من ضعف ثم من بعد ضعف قوة ثم من بعد قوة ضعفا وشيبة»، فالانسان يمر بهذه المراحل الثلاث: الضعف ثم القوة ثم  الضعف والشيبة أى الكهولة والشيخوخة، فعلينا أن نراعى ذلك فقد أحسنوا إلينا فى صغرنا فلنحسن إليهم فى كبرهم وأن نعلم أنهم سبب من خير وبركة فى حياتنا وسبب من أسباب النماء فى أرزاقنا فإكرام ذى الشيبة أى تعظيم الشيخ الكبير بتوقيره فى المجالس ورعايته صحيا ونفسيا واجتماعيا والرفق به والشفقة عليه كل هذا من تعظيم الله .