انطلاق عملية الاقتراع لانتخاب رئيس جمهورية لبناني جديد

مجلس النواب اللبناني
مجلس النواب اللبناني


انطلقت منذ قليل اليوم الخميس، عملية الاقتراع داخل مجلس النواب اللبناني لاختيار رئيس جمهورية جديد.

ووفقًا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، فقد اكتمل نصاب مجلس النواب بدخول 104 من النواب، إلا إن الجلسة بدأت بعد ذلك بمشاركة ما يقرب من 122 نائب برلماني.

اقرأ أيضًا: البرلمان اللبناني يدعو النواب لحضور جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية

قام النواب بتلقي الاوراق والمغلفات التي سيقوموا باستخدامها في عملية التصويت على أن يتم تجميعها بعد ذلك وبدء فرز الأصوات.

وكان غرد النائب مارك ضو عبر حسابه على "تويتر" قائلا إن  «جلسة اليوم للرئاسة ستنتهي من دون نتيجة، المطلوب حوار سياسي جدي يضع فيه كل فريق استعداده للتنازل لصالح انقاذ اقتصاد لبنان، وسيادته، وحفظ دستوره، وترميم علاقاته العربية»

من جانب آخر غرد النائب سيمون ابي رميا عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "على الرئيس المنتخب ان يتمتع بصفات تتناسب مع المرحلة ليتمم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ويعزز علاقات لبنان مع الخارج ويكون منفتحا على الجميع ويحظى بتأييد مسيحي عبر دعم احدى أكبر كتلتين مسيحيتين في المجلس اي اما التيار الوطني الحر او القوات اللبنانية او عبر دعمهما سويا".

وتنتهي ولاية الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر المقبل.

ويعقد مجلس النواب اللبناني جلسة عامة برئاسة رئيس المجلس نبيه بري لانتخاب الرئيس الجديد، حيث تقوم الكتل النيابية والنواب المستقلون بتسمية مرشحهم لرئاسة الجمهورية ليفوز المرشح الذي يحصل على ثلثي الأصوات (86 نائبا من أصل 128) في الجولة الأولى للانتخاب اليوم. فيما يتم تحديد موعد لجولة ثانية حال لم يحصل أي مرشح على النسبة المحددة دستوريا، ليفوز في الجولة الثانية من يحصل على الأغلبية النسبية (65 صوتا من أصل 128).

ورغم الدعوات التي خرجت لمقاطعة جلسة اليوم لتفقد نصابها القانوني اعتراضًا على الدعوة لجلسة الانتخاب قبل التوافق على مرشحين محددين، إلا أن أغلب الكتل النيابية أعلنت مشاركتها في الجلسة فيما تباينت مواقفهم خلال الاجتماعات المطولة التي عقدت على مدار يوم أمس الأربعاء لتنسيق المواقف ومحاولة طرح مرشحين جديين خلال الجلسة اليوم.

وتقتضي الأعراف السياسية بلبنان أن يتولى منصب رئيس الجمهورية أحد أبناء الطائفة المسيحية المارونية والتي تعد الطائفة المسيحية الأكبر في لبنان، ويضم البرلمان اللبناني 34 نائبا من الطائفة المارونية موزعين على 4 كتل نيابية إلى جانب عدد من المستقلين، حيث تأتي كتلة حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع كأكبر كتلة مسيحية وتضم الكتلة 19 نائبا (مارونيون وآخرون)، فيما تأتي تاليًا الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر والتي تضم 18 نائبًا (مارونيون وغيرهم)، وهو الفريق السياسي لرئيس الجمهورية الحالي ميشال عون ويرأسه النائب جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية، كما تتواجد كتل صغيرة من بينها كتلة حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب سامي الجميل (4 نواب) وكتلة تيار المردة (3 نواب) والذي يترأسه المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية. ورغم المرجعية الدينية الواحدة لهذه الكتل، إلا أنها لا تتفق على مرشح واحد تدعمه لرئاسة الجمهورية، بل تنتمي كتلتا القوات اللبنانية والكتائب إلى تيار 14 آذار المؤيد لحصر السلاح بيد الدولة حفاظا على سيادتها، بينما تنتمي كتلتا التيار الوطني الحر وتيار المردة لتيار 8 آذار المتحالف مع حزب الله.

وحسم التيار الوطني الحر (الفريق السياسي لرئيس الجمهورية اللبنانية الحالي ميشال عون) موقفه من جلسة اليوم حيث أعلن رئيسه النائب جبران باسيل أن التكتل النيابي للتيار (تكتل لبنان القوي وقوامه 18 نائبا) سيصوت في جلسة اليوم بورقة بيضاء لعدم وجود مرشح للرئاسة يؤيده التيار، مشيرا إلى أن التيار بصدد إعداد ورقة برؤية مختلفة لملف الانتخابات الرئاسية وسيتم عرضها والإعلان عنها الأسبوع المقبل، وذلك في إشارة إلى صعوبة التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة اليوم.

ولم يعلن الثنائي الشيعي (كتلتهما تضم 30 نائبا تقريبا) موقفهما الرسمي حتى الآن من دعم مرشح في الانتخابات. كما لم يعلن تيار المردة عن موقفه في جلسة اليوم إلا أن الكتلة أكدت مشاركتها في الجلسة.

في المقابل، لم يفصح حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع عن اسم مرشحه في جلسة اليوم، مكتفيا بالتأكيد على أن الكتلة النيابية للحزب (تكتل الجمهورية القوية وهي الكتلة المسيحية الأكبر في المجلس) ستتواصل حتى آخر لحظة قبل الجلسة مع كل قوى المعارضة للتصويت لمرشح موحد عن المعارضة والتي تتمثل في الكتل النيابية لأحزاب الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية وعدد من نواب قوى التغيير.