أحمد سليم يكتب: المستحيل ليس هويدا فتحي

الراحلة هويدا فتحي
الراحلة هويدا فتحي

كان اللقاء الأول فى شهر سبتمبر من عام 2009، وقتها كنت أتحسس خطواتى الأولى كمتدرب فى مدرسة أخبار اليوم الصحفية بمكتب الإسكندرية، حينها كانت هويدا فتحى تصول وتجول فى عالم الصحافة بتحقيقات وانفرادات صحفية وتحصد الجوائز.

بودّ شديد وطاقة هائلة، تحدثت معى عن عالم الصحافة، باعتبارى زميلاً متمرساً وليس كشخص لم يكن لديه رصيد فى المهنة سوى بضعة أيام، تمكنت من إذابة الجليد برشاقة، حين تتكلم تشعر أن هذه الفتاة لا تعرف من الدنيا سوى الصحافة، هذا العالم الساحر الذى لا تمل من الحديث عن فنونه ومعاركه. المستحيل ليس فى قاموس هويدا فتحى، شعار رفعته خلال رحلتها الصحفية، بخطوات متسارعة تدخل هويدا إلى المكتب وعلى وجهها ابتسامة وترحاب بالجميع، وهكذا سارت فى حياتها ما بين عالم الصحافة والمشاركة فى الحياة النقابية تمكنت من حصد جوائز صحفية مهمة كما استطاعت أن تكون أول سيدة تجلس على مقعد رئيس نقابة الصحفيين بالإسكندرية.

توارت هويدا عن الأنظار حين داهمها المرض وكأنها لا تريد لأحد أن يراها إلا وهى فى أبهى صورة، ورغم أن الحقيقة الثابتة والمؤكدة فى هذا العالم هى الموت، خاصة حين يتمكن من الإنسان هذا المرض اللعين ويكون فى مراحل متأخرة، إلا أن خبر رحيلها جاء كالصاعقة على الجميع، ربما لأن هويدا اعتادت أن تفاجئ الجميع بغير ما هو متوقع!.