خالد ميري يكتب: فى دولة الحوار الوطنى لماذا يغضب حسين زين؟!

خالد ميري
خالد ميري

عندما أطلق زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى الحوار الوطنى، كانت القاعدة الأساسية أن الخلاف فى الرأى «لا يفسد للوطن قضية».. الكل أبناء هذا الوطن وأصوات الجميع مسموعة، والكل يشارك فى بناء المستقبل والجمهورية الجديدة.

عندما كتبت قبل أيام عن ماسبيرو.. والمستقبل، كتبت بنبض الشعب الذى يعشق هذا المبنى العريق ويريده أن يعود من جديد لصدارة الإعلام العربى والأفريقى.. ماسبيرو الجامعة الإعلامية الأهم فى الشرق الأوسط، وبعد الكبوات العديدة التى تعرض لها منذ سنة الحكم السوداء لجماعة إخوان الإرهاب يحتاج لعمل ضخم ومبدع ليستعيد الريادة.. كأحد أهم مصادر القوى الناعمة المصرية وحائط الصد الأهم فى مواجهة طوفان الشائعات التى تستهدف مصر وشعبها.

وجهت كلامى للصديق حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حول ٣ نقاط نراها ويراها كل خبراء الإعلام فى غاية الأهمية، الأولى غياب أى رؤية واضحة للتطوير وإزالة ركام الغبار واستعادة الانطلاقة، والثانية التأخر الشديد فى الرد على الشائعات التى تستهدف ماسبيرو والوطن، وكان المثال واضحاً فى الشائعة الكاذبة المغرضة عن نقل ماسبيرو للعاصمة الإدارية، والثالثة إغلاق مكتب رئيس الهيئة فى وجه أبناء ماسبيرو وشهدنا ذلك واضحاً أيام مظاهرات أبناء ماسبيرو للمطالبة بحقوقهم والتى استمرت لأسابيع ولولا التدخل الحكيم للدولة لكانت النهاية مأساوية.
بعد نشر المقال لم تنقطع اتصالات أبناء ماسبيرو الذين يعشقون المبنى والمعنى.. ويريدون فرصة حقيقية للمشاركة والعمل لاستعادة الريادة المفقودة، والذين ينتقدون بشكل واضح غياب الرؤية والشفافية فى الإدارة حتى أصبح المبنى الذى كان منارة الوطن العربى مظلماً ولا أحد يمكنه التنبؤ بمستقبله.

وكنت أنتظر من حسين زين رداً هادئاً موضوعياً ومناقشة حقيقية للمشاكل ومواجهتها.. أو الكشف عن رؤيته وخطط التطوير والموعد الزمنى لتنفيذها، كنت أنتظر مصارحة بحقيقة المشاكل التى وضع يده عليها ورؤيته الواضحة لمواجهتها وحلها ليعود البريق من جديد للمبنى العريق.. لكننى فوجئت به يصدر قراراته بمنع دخول جريدة «الأخبار» القومية الوطنية لمبنى ماسبيرو ويصدر تعليماته بمنع استعراض ما تنشره «الأخبار» فى برامج قنوات ماسبيرو.. وإعلانه أنه سيتقدم بشكوى ضدى وضد زميلى وليد عبدالعزيز مدير تحرير «الأخبار» للهيئة الوطنية للصحافة لأننا تجرأنا وناقشنا بموضوعية حال ماسبيرو ومستقبله.. على أمل أن تتسبب الشكوى فى تعطيل أقلامنا أو إسكاتها.

يحدث ذلك ومصر تبنى جمهوريتها الجديدة.. الجمهورية التى أطلقت الحوار الوطنى والتى تحترم الرأى والرأى الآخر.. الجمهورية التى يناقش فيها أبناء الوطن كل قضايا الوطن ويشاركون جميعاً فى صناعة المستقبل.

فى دولة الحوار الوطنى.. اختار حسين زين أن يفكر كيف يسكت أقلامنا، رغم أنها كانت فرصة ذهبية ليفتح حواراً موضوعياً يشارك فيه أبناء ماسبيرو وكل خبراء الإعلام حول المشاكل الحقيقية وكيفية الخروج من النفق.
مازلت أؤمن أن ماسبيرو قادر على العودة للريادة واستعادة مكانته.. لكن كيف يتم ذلك وعلى يد من.. هذا هو السؤال المهم؟!