«مسند الرأس».. قطعة العرض بمتحف تل بسطا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

بمناسبة مرور ٢٠٠ عاما على فك رموز حجر رشيد تم اختيار مسند الرأس ليكون قطعة العرض بمتحف تل بسطا. القطعة من المرمر قاعدته مستطيلة مركب عليها عامود إسطواني مسلوب لأعلي به تضليعات طولية ينتهي من أعلى بقطعة مربعة ثم المسند علي هيئة نصف دائرية .

الارتفاع ٢١.١سم والقاعدة ١٩.٤×٤.٥سم وهى من حفائر تل بسطة ومحفوظ تحت رقم 722 H.

 ومسند الرأس قطعة أثرية معروفة من بداية العصور ومن حضارة البدارى واستمرت فى عصر الأسرتين الاولى والثانية وكانت عبارة عن قالب من الحجر او الطوب أو الفخار. وفى الأسرة الثالثة ظهرت بتجويفات وهى مصممة لنوم الشخص على جانبه ليسند المسافة بين الكتف والراس. وقد حدث جدال من ان مساند الراس لم تستخدم فى الحياة اليومية إلا أن وجودهم فى الأكواخ المكتشفة الخاصة للعمال يدل على أنهم لم يقتصر استخدامهم فى الأشياء الجنائزية فقط.  

ويتكون مسند الراس كما يشرح د. أحمد عابدين على صفحته الشخصية على فيس بوك من جزء على شكل هلالى بدون نقوش إضافة  للعمود أو عمودان وغالبا يكتب عليه ألقاب الشخص المتوفي مثل (ايما خو ) وفى الدولة الحديثة (وحم عنخ) و (مع خرو). 
أما الجزء الثالث فهو القاعدة ودائما تبدا بصيغة القرابين (حتب دى نسو ). 

وترمز مساند الراس إلى الشمس حيث أنهم يحملو الرأس التى تشبه الشمس فنجد فى الجزء المقوس الذي يرمز إلى الأفق فى العلامة (اخت ) والراس هي الشمس التى تشرق فى وسطه اى بمعنى انه يبعث كل يوم جديد مثل الشمس .

 وعن مسند الراس في اللغة المصرية يشير د. أحمد عابدين أنها جاءت باسم (wrs) وكان مخصص الكلمة فى الدولة القديمة جزع الشجرة وفى الدولة الوسطى والحديثة كان المخصص شكل مسند الراس ذاته. 

وعن مواد الصنع فقد كانت مادة الصنع من الألباستر والحجر الجيرى والفخار وأحيانا الخشب ولقد عثر على مساند رأس كثيرة ترجع لعصر الدولة القديمة  و مساند الدولة الوسطى والحديثة فكانت مادة صنعها الاساسية هيا الخشب ثم من الالباستر والعاج والفيانس والحجر الجيرى. 

كما تستخدم مساند الرأس كتمائم فكانت تصنع هذه التمائم من الخشب أو الألباستر أو الحجر وكانت توضع تحت رؤوس المومياء لترفعها للسماء كما كان ينقش عليها صورة المعبود حور الطفل وكان يصور واقفا فوق تمساح ممسكا بالثعابين والعقارب وكانت تلبس هذه التميمة ايضا للوقاية من الثعابين والعقارب وكذلك صورة بس وتاورت الذين يمنعون الارواح الشريرة عن الشخص النائم.  

أما عن أنواع مساند الراس ففى الدولة القديمة يوجد ثلاث أنواع لمساند الرأس النوع الأول : مصنوع من الخشب ويتكون من كتلة خشبية واحدة .

 النوع الثانى : مصنوع من الخشب أو الحجر ويتكون من عمودين وظل مستعملا حتى العصور المتاخرة. النوع الثالث : مصنوع اما من الخشب او الحجر الجيرى أو الالباستر وعموده عادى وكانت له قاعدة صغيرة تعلو العمود ويستند عليها المسند نفسه وتميز هذه القاعدة مساند الراس فى الدولة القديمة. 

وفى الدولة الوسطى ، هناك نموذج متعدد الأعمدة وعثر أيضا على نماذج بها زهرة اللوتس. 

ويبدوا العمود فى الدولة الحديثة أطول وأعرض ويتخد الشكل المثمن الاضلاع كما يشكل العمود احيانا على هيئة تماثيل صغيرة تمثل المعبودات الحامية مثل  بس ، تاورت .

أما فى العصر المتاخر فهناك نموذج جديد الشكل على هيئة كتلة حجرية صلبة ذات فجوة داخل الواجهة .  
 
ومساند الرأس فى النصوص الدينية وردت فى تعاويذ فى الدولة الوسطي فى متون التوابيت تعويذة لمسند الرأس يفهم منها أن الغرض منه هو رفع رأس المتوفى وإعادته الى الحياة و تؤكد التعويذة أن رأس المتوفى كانت مركز للحواس ومن ثم الحياة لذلك وجب الحفاظ عليها.

 

بمناسبة نشأة علم المصريات.. السياحة تنظم احتفالية كبرى بالمتحف المصري