حكايات| أتباع الراستافارية.. التقرب إلى الإله بـ«تسريحة الشعر والموسيقى»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مئات الديانات شقت طريقها إلى قارات العالم، حاملة عادات وتقاليد وطقوس غريبة من نوعها، ولعل ديانة الراستافارية واحدة من الديانات التي خلقت لنفسها مساحة في عدة دول.

 

صحيح أن العقائد والديانات تختلف حول العالم، لكن تقارير كثيرًا ما تحدثت عن حوالي 4300 ديانة منتشرة بين مختلف القارات، ويتفرع منها جماعات دينية وطوائف وقبائل، وهناك 5 أديان مشهورة يعتنقها حوالي 75% من سكان العالم، وهي: الإسلام، المسيحية، واليهودية، والهندوسية، والبوذية.

 

وبعيدًا عن الديانات الخمس الأكثر انتشارا حول العالم، هناك ديانات أخرى تعد الأغرب حول العالم، ومنها الديانة الراستافارية التي بدأت في الظهور عام 1930 ولاقت رواجا بعض الشيء، حيث ارتبطت بنشأة حركة الراستافارية في جامايكا.

 

ومع بداية انتشارها تجمع أتباعها حول الدعاة مثل ليونارد هاول، الذي أسس أول مجتمع راستافاري بارز في عام 1940، وظهرت فروع إضافية بحلول الخمسينيات من القرن الماضي، لكنها خرجت من قارة إفريقيا لتنتشر في بعض مناطق العالم مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الكاريبي.

 

ديانة حملت من الأمور الغريبة الكثير فيعتبر اتباع الراستافارية «تسريحة الراستا» وبعض أنواع التدخين من أبرز طرق التقرب للإلهة، حيث يمكن القول إن أكبر تأثير ثقافي أحدثه الراستافاريون كان موسيقى الريجي، والتي نشأت بدورها وحصلت على شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم من قبل المغني وكاتب الأغاني الجاميكي «بوب مارلي».

 

وفي عام 2012 برزت ديانة الراستافارية بشكل كبير، خصوصا وأن تلك الديانة قامت بتفسير معين للكتاب المقدس، مما جذب بعض المسيحيين لهم، فهي تجمع بين المسيحية البروتستانتية والتصوف والوعي السياسي الأفريقي.

 

وعلى مدار عقدين من الزمن، اكتسبت الحركة اهتمامًا عالميًا بفضل موسيقى الراستافارية التي اخترعها «بوب مارلي»، وعلى الرغم من أن وفاة مارلي في عام 1981، إلا أن الراستافارية انتشرت بشكل كبير في الولايات المتحدة وبريطانيا وإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.

 

ومع الوقت وتحديدا عام 1948 تحولت الراستافارية من حركة إلى ديانة، وبدأ قادتها في جمع التبرعات لتنمية دولة جاميكا التي كانت تحت السيطرة البريطانية في تلك الفترة، وبالفعل أن يحصل على أرض مساحتها 500 فدان واسماها «شاشمان» ومن خلال تلك الأرض منح للجامايكيين وغيرهم من أصحاب البشرة السمراء فرصة لتحقيق أملهم في أرض ووطن خاص بهم، وتم توثيق الأرض رسميا عام 1955.