محمد البهنساوي يكتب: الأرجنتين وقطر.. «ولعل المانع خير»!!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

«قطر تخطط لتوفير الإقامة للسائحين خلال كأس العالم»، هكذا تحدث الإعلام عن الاستعدادات القطرية لاستضافة ملايين المشجعين بالمونديال، ومنها الاستعانة بسفينتين عملاقتين توفر 4 آلاف كابينة وأسعارها بين 600 و2000 دولار لليلة، وتجهيز شقق وفيلات بل وخيام عربية للمشجعين بأسعار للفرد بين 200 و900 دولار لليلة، ولأن كل هذا لا يستوعب الأعداد المتوقعة تم التخطيط لإقامة المشجعين بدول قريبة لقطر، وهذا البديل فرصة ذهبية للسياحة المصرية مصدرنا الأهم للعملة الصعبة.

ولأهمية الموضوع سارعت شركات الطيران الخليجية بتوقيع اتفاق لتشغيل 160 رحلة يوميا مبدئيا لنقل الجماهير بين الدوحة ومدن خليجية خلال المباريات.. بحيث يحضر الجمهور للاقامة فى مدن مثل أبوظبى ودبى وجدة والمنامة والرياض.. والسفر لحضور مباريات منتخباتها بالدوحة ثم العودة، الآن نتساءل أين السياحة المصرية من كل هذا؟!، كل ما سمعناه مؤخراً هو اجتماع للمسئولين بالسياحة والطيران والشركات العاملة بالسوق العربى.. لكن لم نر خطة واضحة للاستفادة من الحدث الرياضى الأهم دوليا.. رغم أن مدناً خليجية أعلنت مبكرا تخصيص فنادق لجمهور المونديال وتجهيز ساحات بالمولات والأماكن العامة لمشاهدة المباريات وأعدت برامج سياحية للجمهور وباقات داخل ملاعب الدوحة.. وبدأت بالفعل بيعها..

هناك من يرى أن فرصتنا ضعيفة للاستفادة سياحيا من المونديال، ومع احترامى لهم وللمدن الخليجية الشقيقة فإن أمام مصر الفرصة الأكبر لإستضافة جماهير المونديال، فقط نحتاج لفكر وتحرك سريع، وأسباب تميزنا كثيرة، فهناك مئات الآلاف سيحضرون للمنطقة لأول مرة.. فأى دول المنطقة أشهر لديهم.. بالتأكيد مصر بحضارتها التى يحلم برؤيتها القاصى والدانى، والمسافة بين القاهرة وشرم والغردقة لا تزيد بأكثر من ساعة ونصف عن أقرب مدينة خليجية للدوحة.. وهو وقت يقطع السائحون أضعافه داخل دولهم ولن يمنعهم من زيارة منتجعاتنا، والميزة الأهم ورغم إمكانياتنا السياحية أسعار الإقامة والخدمات بالمدن الخليجية أضعاف المنتجعات المصرية.. ولنراجع الأسعار التى ذكرناها لندرك أن أسبوعا فى شرم أو الغردقة وغيرهما أرخص من ليلة واحدة بفندق متوسط.. وربما متواضع بالدوحة والمدن الخليجية، وإذا كانت المشكلة بالطيران.. فلها حلول برحلات شارتر ومنخفض التكاليف وتأجير طائرات..

والرد على المشككين بالفرصة الذهبية جاء من الأرجنتين والتى نظمت جماهيرها وشركات السياحة هناك حملات بعنوان «إلى قطر ولكن من مصر» لمواجهة أسعار الإقامة بقطر.. فكانت مصر الأنسب، أولا لرخص أسعارها وثانيا لتحقيق حلم الملايين بزيارة منتجعاتها وآثارها، وإذا كان شعار «قطر من مصر» بدأ بالأرجنتين فماذا نحن فاعلون لتحويل الشعار إلى حملة عالمية فى الدول المشاركة بالمونديال.. مثل دول الأمريكتين والدول الأوروبية والآسيوية، حملة تستحق أن ننفق عليها لمردودها المؤكد.. ولو فشلنا لا قدر الله بهذه الفرصة.. فماذا نحن فاعلون فى أضعف الإيمان السياحى لاستغلال المونديال بدعاية مدروسة للسياحة المصرية، فهو الحدث الذى يتابعه المليارات حول العالم، وهى الخطوة التى لم نسمع أيضا أى تجهيز لها، ولعل المانع خير!!