فى الصميم

بايدن وبوتين.. وحافة الهاوية!!

جلال عارف
جلال عارف

أخطر ما فى الأزمة الحالية بين روسيا والغرب هو غياب أى وساطة جادة وفاعلة لمنع الاندفاع نحو كارثة الصدام المباشر بين القوى الكبرى والمخاطر النووية التى يحملها مثل هذا الصدام. فى بداية الحرب فى أوكرانيا كانت هناك جهود لمنع التصعيد، وكانت خطوط الاتصال مفتوحة بين روسيا وبين فرنسا وألمانيا، لكن الرهانات الخطأ من الجميع أخذت الموقف إلى التصعيد المستمر حتى أصبح خطر حرب عالمية ثالثة يلوح فى الأفق.  من جانبها راهنت ، روسيا فى البداية على عملية عسكرية سريعة تستغل فيها تباعد المواقف بين الحلفاء والغربيين، وراهن الغرب، من ناحيته، على حرب محدودة تستنزف روسيا ولا يتورط فيها «الناتو» والنتيجة أن الرهانين سقطا. العملية السريعة أصبحت حربا طويلة، والصدام المباشر بين روسيا وحلف «الناتو»، أصبح مسألة وقت إذا استمر التصعيد الحالى فى ميدان القتال، واستمر غياب الوساطة التى تفتح أبواب التفاوض من جديد! ما شهدته اجتماعات الأمم المتحدة بحضور قيادات العالم يعكس حالة الشلل فى المنظمة الدولية فى ظل انقسام عالمى غير مسبوق. الأمين العام للأمم المتحدة «جوتيريش» اكتفى بخطاب حزين يحذر من مخاطر الحرب ومن أزمات الجوع ونقص الغذاء التى تهدد العالم، بينما تحولت منصة الأمم المتحدة إلى ميدان للسجال وتبادل الاتهامات بين طرفى الصراع العالمي.. وكأن العالم لا يواجه الخطر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية!! التصعيد مستمر، والخطر يتزايد من انزلاق أطراف الصراع إلى صدام مباشر يأخذ العالم إلى الحرب الثالثة وأهوالها. لكن فرصة مازالت باقية وطريق التفاوض بين روسيا وأمريكا أساسا لابد أن يفتح. الطرفان يدركان أن الكل خاسر فى هذه الحرب. لا فرق بين من يملك قدرات نووية تستطيع تدمير العالم مرة واحدة أو تستطيع تدميره عدة مرات. والطرفان يعرفان أن الحرب فى أوكرانيا وصلت إلى نقطة الحسم بين تسوية مازالت ممكنة أو حرب شاملة لن يكون أحد بعيدا عن نيرانها، وبايدن وبوتين يعرفان بالتأكيد أن لعبة «حافة الهاوية» قد وصلت إلى نهايتها!!