الحوار الوطني| الجامعات المصرية.. شراكة من أجل المستقبل

د. عمرو عدلى - د. سهير عبدالسلام - د. عصام الكردى - د. هويدا مصطفى - د. هشام عبد الحكم
د. عمرو عدلى - د. سهير عبدالسلام - د. عصام الكردى - د. هويدا مصطفى - د. هشام عبد الحكم

 عمر يوسف

 الأساتذة: فرصة ذهبية للمساهمة فى بناء الوطن. والوصول لأفضل النتائج
 

رغم أن العمل السياسي ممنوع بها، إلا أن الجامعة تظل أحد أهم أماكن تفريخ الكوادر السياسية، ارتبطت عبر تاريخ مصر المعاصر بالحركة الوطنية، وساهمت بقوة في النضال الوطني من أجل الاستقلال، لهذا تحظى وجهات نظر معظم أساتذتها وطلابها بالاهتمام.

وفي طريق الجمهورية الجديدة، ومع الإعلان عن الحوار الوطني كان لابد من التوجه لأساتذة الجامعات المصرية للتعرف على رؤيتهم في الحوار وآلياته والملفات التي يجب أن تطرح على طاولة المناقشات، حيث أكدوا أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للحوار الوطني فرصة ذهبية من أجل بناء الوطن وترسيخ دعائم الديموقراطية، وأنه يجب العمل على حُسن استغلالها للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة..

أساتذة الجامعات المصرية أكدوا لـ «الأخبار» أن الوعى هو القضية الأولى التي يجب أن تحظى بالاهتمام، لأنه بدون وعي حقيقي لا يمكن بناء أجيال قادرة على حمل لواء المسئولية، وأشاروا إلى أنه يجب العمل على تنمية مهارات وقدرات الشباب والمواطنين بشكل عام لدحض ومواجهة الشائعات التي تستهدف الوطن، وهو الأمر الذى يبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة وتتضافر معه جهود مختلف مؤسسات الدولة لنشر الوعي.

«الوعى» أهم القضايا لإخراج جيل قادر على تحمل المسئولية ومواجهة الشائعات
سياسات أكثر حداثة| د. سهير عبدالسلام: لا مكان لحرية موجهة د. هويدا مصطفى: قضايا الشباب تستحق الأولوية 

د.عدلى: الحوار يدفع عجلة التنمية
د.عبدالحكم: ترسيخ لمبادىء حقوق الإنسان 
د.الكردى: استراتيجية للمستقبل تركز على الابتكار

المجتمع الجامعي ثري لديه خبرات وتجارب متراكمة من أساتذة وقيادات جامعية يمكنها تحليل الواقع ورصد مشكلاته وطرح حلول لها ، كما يمتلك أيضا عيونًا تتطلع للمستقبل تتمثل في طلابه الذين يحلمون دائما بـ «بكره» أفضل.

الكل «أساتذة وطلاب» أجمعوا على أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإطلاق الحوار الوطني، تؤكد جهود القيادة السياسية فى ترسيخ مبادىء حقوق الإنسان لكافة المواطنين وإعلاء قيم الحقوق والحريات في كافة المجالات.

وخلال حوار «الأخبار» مع عدد غير قليل نقل الأساتذة رؤاهم ومطالبهم من الحوار الوطني وركز عدد كبير على قضية الوعي وحرية تداول المعلومات باعتبارها الأهم لمواجهة محاولات نشر الأكاذيب والفتن للنيل من الدولة التى يجرى إعادة بنائها بعد افشال مخططات اختطافها.

اجتهاد مطلوب

فى البداية تؤكد د. سهير عبدالسلام أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة حلوان وعضو مجلس الشيوخ أن الحوار الوطنى لابد أن يكون إيجابيا وبناء لصالح الدولة ويحقق المواطنة ، وفى هذا الاطار يجب تنظيم الحوار بناء على هذه القيم حتى لا يترك مسافة للاختلاف ، وتتابع: أى من الأحزاب السياسية لن يفرط فى هذه الفرصة الذهبية المتاحة وسيقوم باستغلالها وسيجتهد الجميع لاثبات قوة أحزابهم، بما يخدم الوطن.

وقالت: لابد ان نتذكر انه منذ سنوات قليلة لم تكن توجد دولة ، وكاد يتم اختطافنا ، ونحن لازلنا فى مرحلة إعادة البناء والهيكلة بعد محاولات الهدم والتخريب ، الذى كان يحدث ، والفوضى تأتى دائما ممن ينادون بممارسة الحرية المطلقة دون دراية بالمسئولية الاجتماعية والوطنية..

وأضافت أن الحوار يأتى فى توقيت مهم ومناسب ، فالحقوق السياسية فى ظل اضطرابات سياسية يكون عليها قيود فى اكثر دول العالم ديموقراطية، حتى تستقر الأوضاع ويتحقق الأمن فى المجتمع بنسبة 80% على الأقل، وهو ما نراه الآن، ومن هنا تأتى أهمية الحوار الذى أطلقه الرئيس السيسى، وتواصل د. سهير عبدالسلام : نحن نعيش فى ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والانترنت.

وهو ما يستحيل معه كبت الحريات ، ودعم الحريات لابد ان يكون قائما على وعى بإدراك جميع المخاطر المحيطة والتهديدات التى تستهدف امن الوطن، ويحدث ذلك بالوعى ، فقضية الوعى تأتى فى مقدمة القضايا المهمة ، فنحن نجتاج المزيد لتنمية مهارات وقدرات الشباب و المواطنين بشكل عام ، على دحض ومواجهة الشائعات التى تستهدف الوطن ، ويبدأ ذلك من الأسرة والمدرسة والجامعة وتتضافر معه جهود مختلف مؤسسات الدولة لنشر الوعى.

وتؤكد عبدالسلام أنه لا مكان لحرية موجهة من الخارج أو الداخل أو مدفوعة ، وقالت: مارس حريتك وعبر عن رأيك فى إطار من المسئولية الاجتماعية ومراعاة لحقوق الدولة ومؤسساتها ومختلف فئات المجتمع،..

وتشير إلى التجربة التى نفذتها فى جامعة حلوان ، من خلال تدريس مقرر التربية الإعلامية ليكون لجميع الطلاب القدرة على معرفة عناصر المبالغة والكذب التى تحاصرنا يوميا ، فنحن لا نستطيع ان نقطع الانترنت او نلغى وسائل التواصل لكن نستطيع تعليم مهارات التعامل معها والقدرة على النقد والتحليل والتحقق من صحة ما يعرض ، كما يجب عقد دورات تدريبية للعاملين بالدولة كى يتمكنوا من مواجهة الشائعات والفتن و تربية أبنائهم، وقالت: هناك قنوات كثيرة تتيح للشباب ممارسة السياسة وحرية التعبير والمشاركة فى بناء الوطن ، ولدينا نموذج ناجح على أرض الواقع ، وهو تنسيقية شباب الاحزاب.

اختيار القيادات

من جانبه أشاد د. عمرو عدلى رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بعقد الحوار الوطني؛ مؤكدًا أهميته فى جمع الرؤى المتعلقة بدفع عجلة التنمية والحراك للمستقبل بخطى ثابتة وواضحة؛ مؤكدًا أهمية الاستفادة من مخرجات البحث العلمى لحل مشكلات المجتمع والصناعة، واقترح «عدلى» مناقشة بعض التعديلات فى نظام التعليم الجامعى من بينها وضع توصيف وظيفى علمى لمناصب القيادات الجامعية ومهامها فى هذه المرحلة من بينها تحقيق أهداف رؤية مصر ٢٠٣٠ والقدرة على دعم الصناعة والمجتمع، وبالتالى الاقتصاد الوطنى و زيادة فرص توظيف الخريجين و تحسين السمعة الدولية وغيره، إضافة إلى تحديد مواصفات كل منصب جامعى قيادى بصورة كمية وكيفية و تحديد آليات قياس هذه المواصفات بصورة علمية.

اختزال الحقوق

وترى د. هويدا مصطفى، العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الحوار الوطنى أمر فى غاية الأهمية، كما أن فلسفة الحوار الوطنى قائمة على مناقشة جميع القضايا التى تهم المجتمع المصري، ويكون هناك رؤى لجميع الأطياف السياسية المختلفة، كما أن الهدف الأساسى من الحوار الوطنى مناقشة جميع القضايا والمشكلات بكل شفافية، وتابعت تعبيرا عن رأيها فى ملف الحقوق والحريات: للأسف لدينا مشكلة فى مصر أن الجميع يختذل تعريف حقوق الإنسان فى الحقوق المدنية والسياسية فقط، ولكن هناك أبعادا أخرى مهمة جدا وتتعلق بحقوق المواطن بشكل مباشر، سواء فى المجال الاجتماعى أو الاقتصادي، وبالتالى مناقشة هذه القضايا يجب أن تكون جوهر التركيز والنقاش.

وأضافت الدكتورة هويدا مصطفى أن الدولة اطلقت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، و أهم ما يميزها انها متكاملة ، سواء مدنية أو حقوق المرأة، والشباب وغيرها، وهذا تعبير عن كون هذا الملف ذات أهمية كبيرة للدولة لكونه يخدم فئات متعددة، كما يشغل الشباب مساحة كبيرة من هذه الاستراتيجية لأنه يمثل قطاعا كبيرا من المجتمع، وبالتالى ربط هذا المحور بقضايا الشباب مهم للغاية،..

أما عن محور الممارسة السياسية قالت العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن المشاركة السياسية لا تعنى فقط المشاركة فى الانتخابات والانخراط فى حزب سياسي، وهذا مظهر واحد من مظاهر المشاركة السياسية، إلا أن هناك أبعادا أخرى يجب على الشباب الانخراط فيها مثل الاهتمام قضايا المجتمع والانجازات التى تتحقق، وأشارت إلى ان التثقيف السياسى جزء مهم من المشاركة السياسية، وهنا يأتى دور المؤسسات التعليمية والتربوية أن يكون هناك لقاءات مع الشباب فى قضية من القضايا بهدف تثقيفهم سياسيا، وكذلك تعريف الطالب القوانين والمسئوليات، وأطلب منه أن يكون عنصرا فاعلا فى المجتمع، ويعرف قضايا المجتمع معرفة حقيقية بهذا كله نوع من أنواع التثقيف، وبهذه الطريقة أنا أحميه من التيارات التى قد تؤثر عليه بشكل سلبي.

إعلاء الحريات

ومن جانبه قال د. هشام عبد الحكم عميد كلية طب الأسنان، جامعة القاهرة، إن الحوار الوطنى استمرار لمجهودات القيادة السياسية الحالية فى ترسيخ مباديء حقوق الإنسان لكافة المواطنين وإعلاء قيم الحقوق والحريات فى كافة المجالات والوظائف لكل الشرائح المجتمعية، وأشار إلى أن القوانين الحالية والقرارات المستحدثة والتوجهات الرئاسية تحافظ وتدعم حقوق الشباب، حيث نرى الشباب فى الوقت الحالى فى مناصب قيادية وتنفيذية فى مختلف المحافظات المصرية، فضلا عن إقامة منتدى شباب العالم بحضور الرئيس السيسي.

وأضاف أن هناك تمكينا كافيا للمرأة فى الحقبة الحالية ويمكن وصف التمكين الحالى للمرأة بأنه الأفضل، خاصة مع السماح للمرأة بتولى المناصب القضائية لأول مرة، مع توفير العديد من المبادرات الطبية التى تخدم المرأة بشكل خاص، وفى المجمل رؤية الدولة المصرية فى ملف حقوق الانسان تشمل الحق فى الغذاء والدواء والاستقرار الأمنى وتوفير المخزون السلعى وإطلاق مبادرات حياة كريمة وتأسيس منظومة التأمين الصحى الشامل لعلاج المواطنين، وذلك كله من حقوق الإنسان..  

وتابع عبد الحكم: على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية ورفع سعر الفائدة ورفع الدولار، إلا ان كافة الأرقام الاقتصادية المحلية والعالمية تشير إلى استقرار الاقتصاد المصرى ، كذلك لم تتأثر الحريات وملف حقوق الانسان فى مصر، أما عن المفهوم الصحيح للمسئولية السياسية أن يتحمل كل شخص مسئولية نفسه وقراراته تجاه الدولة، وأن يعى ويدرك أبعاد المرحلة التى يمر بها وطنه وبالبتالى يشكل وجهات نظره ويتقبل وجهات نظر الآخرين.

استراتيجية المستقبل

ويؤكد الدكتور عصام الكردى رئيس جامعة العلمين الأهلية أهمية عقد الحوار الوطنى فى المرحلة الحالية للاستماع لكافة الآراء لوضع استراتيجية للمستقبل للأجيال القادمة، وأضاف: «نجحت الدولة فى الفترة الماضية فى تأسيس البنية التحتية لكل أنواع الصناعات ومختلف الاستثمارات ونحتاج الآن لرؤية شاملة ومتكاملة للانطلاق فى المرحلة القادمة، وفيما يخص أبرز الاقتراحات طالب «الكردي» بتعديل الهيكل التنظيمى للجامعات بما يتلاءم مع متطلبات المستقبل مثل إنشاء كيان ومنصب خاص بالابتكار والإبداع وآخر للعلاقات الدولية، إضافة إلى توسيع قاعدة صلاحيات القيادات الجامعية لتتمكن من مواكبة التغيرات والتطورات السريعة فى التعليم كما أشار إلى أهمية التركيز على وضع برامج تعليمية متخصصة وبينية لتلبية احتياجات سوق العمل بدلا من الاعتماد على نظم أقسام الكليات التقليدية لكى تصبح العملية التعليمية مؤثرة وهادفة.