الرئيس بولسونارو.. «ترامب البرازيل» يسعى لولاية ثانية في حكم بلاده

الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو
الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو

كتبت: مريم حافظ

بدأ الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو ومنافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس البلاد الأسبق، حملتهما الانتخابية رسميا، الثلاثاء الماضي، قبل أسابيع  من الانتخابات المقرر عقودها في أكتوبر المقبل.

«ترامب البرازيل»

وبولسونارو، الرئيس اليميني، لُقب في بلاده بأنه "ترامب البرازيل"، نسبةً إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نظرًا لتشابه الأفكار والتوجهات السياسية بين الاثنين.

ووصفه منافسه لولا دا سيلفا، في أغسطس الماضي، بأنه "نسخة رخيصة" عن نظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب، حسب رأيه، بسبب انتقاده الدائم لنظام التصويت في البلاد.

وكثيرا ما قال بولسونارو، من دون تقديم أدلة تذكر، إن التزوير مستشر في النظام الانتخابي، مثيرا المخاوف إزاء احتمال رفضه نتائج الانتخابات المقررة في أكتوبر في حال هزيمته.

وكرر الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو  يوم الجمعة، أنه سيفوز بالانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى في 2 أكتوبر على الرغم من استطلاعات الرأي التي أظهرت ديناميكية لصالح منافسه الرئيسي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وصرح بولسونارو خلال تجمع له"نحن أغلبية، سننتصر في الجولة الأولى".

وأظهر استطلاع نشر يوم الخميس، أن فرص الرئيس البرازيلي اليساري السابق لولا دا سيلفا بالفوز في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية تزداد، وذلك عبر تقليصه الهوة مع بولسونارو.

«الرئيس الـ38»

ويعتبر جايير بولسونارو البالغ من العمر 67 عاما، والضابط السابق بالجيش، هو الرئيس الـ38 للبرازيل، وتولي الحكم في عام 2019.

ولد بولسونارو في بلدة جليسيريو في ساو باولو في البرازيل وأصبح عضوا في مجلس النواب عام 1991،ويعرف أنه شخصية مثيرة للجدل بسبب آرائه السياسية اليمينية المتطرفة والشعبوية، بما في ذلك تعليقاته المساندة للديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل في الفترة من 1964 إلى 1985 كما أنه عضو في الحزب الليبرالي الاجتماعي اليميني المُحافظ.

«مسيرته العسكرية»

قدم بولسونارو في المدرسة الإعدادية للجيش البرازيلي عام 1973، وبعدها التحق بالأكاديمية العسكرية الرئيسية في البرازيل عام 1974، وتخرج منها ضابط مدفعية.

جاء أول ظهور علني لبولسونارو في عام 1986 عندما أجرى مقابلة مع المجلة الإخبارية فيجا، واشتكى من تدني رواتب العسكريين وادعى أن القيادة العليا كانت تقوم بفصل الضباط بسبب تخفيضات الميزانية وليس لأنهم يظهرون انحرافات في السلوك كما كانت القيادة تخبر الصحافة.

رغم توبيخه من قبل رؤسائه، تلقى بولسونارو الثناء من زملائه الضباط وزوجات الرجال العسكريين، وأصبح اسمًا مألوفًا للمتشددين واليمينيين الذين أصبحوا محبطين من الحكومة البرازيلية الديمقراطية المدنية الجديدة.

وفي عام 1987، وجه بولسونارو اتهاما جديد، بعد نشر مجلة إخبارية بعض المخططات لزرع قنابل في وحدات عسكرية في ريو دي جانيرو، بعد تحقيق أجراه مكتب عسكري إداري يسمى مجلس التبرير، اعتُبر بولسونارو بالإجماع مذنبًا.

تمت تبرئة من المحكمة العسكرية العليا، لعدم وجود دليل على خططه لزرع القنابل، وثمة تناقضات عميقة في اختبارات دراسة الخطوط، إذ فشل اثنان منها في استنتاج أن بولسونارو هو مؤلف الرسومات التخطيطية.

 وبعد هذا الحكم مباشرة، ترك بولسونارو الجيش وتوجه لحياته السياسية، بعد خدم في الجيش لمدة 15 عامًا، ووصله إلى رتبة نقيب.

«المسيرة السياسية»

انتُخب عضوًا مجلس لمدينة ريو دي جانيرو، وممثلًا للحزب الديمقراطي المسيحي عام 1988.

ووفق تصريحات ابنه فلافيو، كان بولسونارو مرشحًا لمنصب عضو مجلس لأنه كان الخيار الوحيد المتاح أمامه آنذاك لتجنب الاضطهاد من قبل بعض الرؤساء. حدث دخوله إلى السياسة عن طريق الصدفة، إذ كان يرغب بالاستمرار بمسيرته العسكري.

وأمضى عامين فقط في غرفة بلدية ريو دي جانيرو. وُصِف بأنه مستشار هادئ وحصيف ومحافظ، ولم يُظهر مشاركة تذكر، استخدم فترته كعضو مجلس بشكل أساسي لإبراز القضايا العسكرية، مثل استحقاقات التقاعد للضباط السابقين.

في انتخابات 1990، انتُخب بولسونارو نائبًا فيدراليًا للحزب الديمقراطي المسيحي. خدم سبع فترات متتالية، منذ 1991 حتى 2018.

وكان قد انتسب إلى العديد من الأحزاب السياسية البرازيلية الأخرى على مر السنين. في عام 2014، كان عضو الكونجرس الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في ريو دي جانيرو مع 465 ألف صوت.

خلال 27 عامًا من الخدمة في الكونجرس الوطني البرازيلي، قدم تعديلًا دستوريًا واحدًا وما لا يقل عن 171 مشروع قانون، أصبح اثنان منها قانونين.

وقال بولسونارو، الذي يدعي تعرضه للاضطهاد من قبل الأحزاب اليسارية، إن معظم أعضاء الكونجرس لا يصوتون وفقًا لأجنداتهم، إنما وفقًا لهوية مؤلف مشروع القانون.

في يناير 2018، هجر بولسونارو الحزب الاجتماعي المسيحي وانتقل إلى الحزب الاجتماعي الليبرالي. بعد انتسابه، تبنى الحزب الاجتماعي الليبرالي المواقف المحافظة واليمينية، وأعلنت الحركة الاجتماعية الليبرالية، ليفرس، رحيلها عن الحزب.

 وفي حملته الانتخابية عام 2018، تعرض بولسونارو للطعن 2018، وهي حادثة ساعدته على الوصول إلى السلطة وفاز في الانتخابات الرئيسية بأكثر من 55% من الأصوات.