عاجل

مونديال قطر| «تريكولور وفيفرنوفا وجابولاني».. قصة تطور كرة كأس العالم

كرة كأس العالم مونديال قطر 2022
كرة كأس العالم مونديال قطر 2022

يترقب عشاق كرة القدم، انطلاق بطولة كأس العالم "مونديال قطر 2022"، الحدث الأبرز على مستوى العالم، لما تتميز به النسخة الجديدة المقرر انطلاقها في الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر المقبلين، من أحداث استثنائية.

ولم يتوقف تميز الحدث الأكثر متابعة على مختلف الانتماءات الكروية، عند ترقب المنافسة بين المنتخبات المتعددة، بينما امتد هذا التميز ليطال الساحرة المستديرة التي يضربها النجوم، وتسلط عليها الأضواء بقدرهم.

وتغييرات هائلة طرأت على الكرات المستخدمة في بطولة كأس العالم، بداية من أوروجواي 1934 إلى البرازيل 2014؛ حيث يعكس تاريخ كأس العالم قصة تطور كرة القدم الاحترافية في المونديال، التي بدأت كرات مصنعة من الجلود الطبيعية إلى أخرى من الجلد الصناعي التي تباع في المتاجر حول العالم اليوم.

كما لعبت تصاميم الكرات أيضًا دورًا كبيرًا في تحديد مسار تاريخ كأس العالم، ومن تغيير الكرة بين الشوطين والذي أثر على مباراة نهائية إلى "نموذج السوبر ماركت" الذي كرهه حراس المرمى، نستعرض حكايات كرة كأس العالم الرسمية في التقرير التالي..

النسخة الأولى (1930).. دون كرة 

لم تشهد النسخة الأولى من كأس العالم عام 1930 كرة رسمية للبطولة الأبرز، التي أقيمت بأوروجواي، في ذلك الوقت. وقبل المباراة النهائية، اختلف منتخبا الأرجنتين وأوروجواي على من سيقدم كرة المباراة، لذا اتفقا على تغييرها بين الشوطين.

ربما أثر ذلك القرار على نتيجة المباراة، فقد كان الأرجنتين متقدمًا بنتيجة 2-1 حتى الاستراحة، قبل أن يتم إدخال كرة أوروجواي الأكبر حجمًا والأثقل وزنًا في الشوط الثاني، ليسجل فريق البلد المضيف 3 أهداف توجته بطلًا للعالم.

وفي هذه النسخة كان اسم كرة الأرجنتين "تيينتو"، بينما كان اسم كرة أوروجواي "تي موديل"، وهي الكرة التي تحتوي على الأربطة.

رغم أن جميع الكرات كانت مصنوعة من نفس المواد، غير أن كل كرة كانت فريدة نظرًا لصناعتها من مكونات طبيعية وبصناعة يدوية، فكان الحجم والوزن يتغيران، خاصة في حال هطول الأمطار.

موسوليني يتحكم في اختيار الكرة (1934)

أقيمت كأس العالم الثانية في إيطاليا، التي كانت تحت حكم فاشية بينيتو موسوليني، وقد قدمت حكومته كرة فيديرالي 102، رغم استخدام كرات أخرى من إنجلترا في البطولة.

أحد أهم الابتكارات في شكل الكرة كان استبدال الأربطة الجلدية بأربطة قطنية، وهو ما جعلها أكثر نعومة وبالتالي سهلت على اللاعبين تسديد الكرة بالرأس.

غير أن طريقة عمل الكرات في ذلك الوقت، يدويًا، أثرت على جودتها؛ حيث لم تكن مضمونة بالشكل الكافي، وهو ما أدى إلى عرض مجموعة من الكرات على قائدي الفريقين المتنافسين من أجل اختيار الكرة الأفضل.

بينما رفض موسوليني النتيجة، وكانت أن النهائي لُعِبَ بكرة إنجليزية، لكن لم يخسر منتخب إيطاليا فقد كانت تلك الكرة جيدة بما يكفي ليحرز الأدزوري لقب كأس العالم لأول مرة.

نسخة باريسية لأول مرة (1938)

كانت شركة ألين بباريس هي أول شركة تحصل على امتياز وضع علامتها التجارية على الكرات التي صنعتها، حين قدمت كرات كأس العالم 1938 في فرنسا.

رغم ذلك، لم تكن كرة ألين هي الكرة المفضلة للجميع في البطولة؛ حيث تواجدت كرات بـ12 و18 رباطًا، وكانت تلك الأربطة متحكمة في مدى دائرية الكرات وانتفاخها بالشكل المناسب.

نسخة بعد 12 عامًا (1950)

انتظر العالم 12 عامًا حتى تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، وخلال تلك الفترة تطورت أشكال وتصاميم الكرات تطورًا هائلًا.

كانت الانفراجة الكبيرة في تصميم الكرات في بطولة عام 1950، والتي شهدت استخدام كرات الأرجنتين، التي كانت نشطة في الدوريات الأرجنتينية منذ الثلاثينيات ولم تكن تنتظر سوى الضوء الأخضر من الفيفا.

تم نفخ الكرة بمضخة وإبرة عبر صمام ضئيل، وهو ما يحدث حتى يومنا هذا، وقد أنتجت شركة سوبر بول كرة كأس العالم 1950 تحت مسمى "دوبلو تي"، وفي ظل تقنية نفخها وعدم فقدها للهواء بسهولة، كانت تلك الكرة هي الأولى التي تستخدم في مباريات نسخة كاملة من كأس العالم.

أزمة العلامة التجارية (1954)

تحول كأس العالم إلى سويسرا في عام 1954؛ حيث قدمت شركة كوست سبورت بمدينة بازل السويسرية كرة المونديال.

وقد مثلت كرة "بطل العالم السويسري" قفزة جديدة في عالم تصنيع الكرات باعتماد تصميم مكون من 18 قسمًا  تتشابك بنمط متعرج، وقد استُخدِمَ ذلك الشكل في بعض الكرات لمدة عقود تالية.

غير أن الأمر المزعج لكوست سبورت، هو أن الفيفا كانت قد قررت - بشكل غير متعمد - إعادة تفعيل قانون منع وضع العلامة التجارية لمصنعي الكرات على كرات كأس العالم.

سر الكرة 55 في نسخة 1958

بالنسبة لكأس العالم 1958 في السويد، أخذت الفيفا الخطوات الأولى نحو إيجاد تنافس على تغطية البطولة بالكرات.

وقد تلقى أحد المحامين 102 كرة مرسلة ومنح كل منها رقمًا، ثم قام 4 أعضاء من لجنة الفيفا المنظمة للبطولة، بجانب اثنين من مسؤولي كرة القدم السويديين بدراسة الكرات واختبارها.

في يوم اختيار كرة المونديال، تمت تصفية الكرات إلى 10 بحلول وقت الظهيرة، وبعد عدة ساعات اختارت اللجنة الكرة رقم 55 لتصبح الكرة الرسمية لكأس العالم 1958.

وكانت هذه الكرة هي الأولى التي تم استخدامها لأكثر من نسخة في كأس العالم .

فشل كرة كراك (1962)

كانت هذه هي الكرة التي تم اختيارها لبطولة كأس العالم 1962 بتشيلي، لكنها لم تلقَ رواجًا عالميًا.
تكونت كرة كراك، التي صنعتها شركة كوستوديو زامورا، من 18 قسمًا لكن دون تنظيم محدد، فكان بعضها سداسي الشكل والبعض الآخر مستطيل الشكل وقد تم ربطها بشكل عشوائي.

لم ترق هذه الكرة للعديد من الفرق، خاصة المنتخبات الأوروبية المشاركة في البطولة اللاتينية، حينما كانت ترى بعض المنتخبات أن كرة كراك لا تفي بالغرض.

لكن يبقى من الجدير بالذكر أن كرة الكراك شهدت ابتكارًا جديدًا، وهو تقديم صمام النفخ المطاطي والذي تم اعتماده في العديد من النماذج التالية.

تحدي العلامة التجارية (1966)

تم اختيار كرة كأس العالم 1966 بإنجلترا بنفس طريقة اختيار كرة عام 1958، وكانت هذه الكرة هي الأولى التي تصنعها علامة تجارية كبرى في عالم صناعة اللوازم الرياضية.

وقد تحرى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عدة معايير لضمان عدم معرفة أي من المشاركين في عملية اختيار الكرة، والتي تمت في اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا بلندن، بأي من الكرات الـ111 المرسلة.

وفشلت 48 كرة في مضاهاة معايير الاختيار، بينما تمت تصفية الكرات المتبقية إلى 8 كرات قبل أن تفشل كرتان منها في الحفاظ على المعايير المطلوبة على مدى فترة زمنية أكبر من الاختبار.

كرة أديداس تصل المونديال (1970)

وشهد عام 1970 أكبر تطور دراماتيكي في تاريخ كرة كأس العالم، وتمثل ذلك الانقلاب التاريخي في وصول شركة أديداس، التي قررت الفيفا تكليفها بتصميم كرة بطولة المكسيك، بعد النجاح التي حظت به الشركة في يورو 1968 ودورة الألعاب الأولمبية بعدها مباشرة، في المكسيك أيضًا خلال العام ذاته.

وصنعت أديداس التيلستار باللونين الأبيض والأسود لتحسين ظهورها على شاشات التليفزيون لأول بطولة كأس عالم تبث عالميًا، لذا، فإنها تبقى كرة لا تُنسى.

كرة ضد الماء (1974) 

تمت تسمية كرة النسخة 1974 "تيلستار دورلاست"، وذلك للتنويه إلى غلاف دورلاست الذي تم تطعيم الكرة به منذ عام 1970 لحماية جلدها وضمان مقاومتها للمياه، وهي أيضًا الكلمة التي كانت متواجدة على كرة المكسيك.

وفي ذلك العام، أصبحت أديداس الراعي الرسمي للفيفا، وهو ما مكنهم من ترك علامتهم التجارية على الكرة.

تانجو الأرجنتين نسخة (1978)

في عام 1978، قدمت أديداس كرة التانجو، وهو الاسم المنسوب للرقصة الشهيرة للبلد المستضيفة الأرجنتين.

وقد أصبحت هذه الكرة واحدة من أشهر الكرات على الإطلاق، غير أن أديداس بدت متوترة أثناء إصدارها ثاني نماذج تصاميم كأس العالم لدرجة دفعتها لإصدار عدد من كرات تيلسار 1978 كخيار بديل.

وتم بيع هذا النموذج بأعداد هائلة وأصبحت أشهر كرة في العالم، وإضافة لتصميمها المذهل، فإن الحنين الذي يرتبط بكرة التانجو يتمثل في كونها الكرة التي شهدت بداية النهاية لكرات الجلد الطبيعي.

استخدام البرسيم (1982)

لم تعبث أديداس كثيرًا بكرة كأس العالم 1982 بإسبانيا، حيث قدمت كرة تانجو إسبانيا.

لكن ذلك لم يمنع الشركة الألمانية من إجراء عدة تعديلات على مواصفات مقاومة المياه ومتانة الكرة؛حيث تخلت تمامًا عن طبقة دورلاست وأصبحت الفواصل بين شرائح الكرة ملحومة بشكل كامل، مع الإبقاء على الخياطة.

بخلاف ذلك، فقد كان الفارق الأبرز هو إضافة شعار أديداس بالوريقات الثلاثة أو "البرسيم".

أول كرة من الجلد (1986)

أعادت أديداس، مجددًا، استخدام التانجو مجددًا من أجل تصميم كرة مخصصة للبلد المضيف، وفي هذه النسخة كانت المكسيك هي المستضيفة مرة أخرى، وقد استمر ذلك التقليد في كل بطولة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.

لكن الأهم هو أن تلك الكرة كانت أول كرة جلد صناعي تستخدم في كأس العالم، وسرعان ما ظهرت جاذبية تلك الكرة في ظل عودتها لشكلها الطبيعي عند اختبارها، بشكل أفضل من كرة الجلد الطبيعي في كل شيء، بما في ذلك بالطبع المتانة ومقاومة المياه.

من حضارة إيطاليا القديمة (1990)

استمر تقليد تصميم الكرات لتعكس ثقافات البلدان المستضيفة مع كرة إيطاليا 90 التي تمت تسميتها نسبة إلى الأتروريين، إحدى حضارات إيطاليا القديمة.

وقد تم تزيين ثلاثيات التانجو التقليدية برؤوس أسود الأتروريين، وهو شكل متعارف عليه من أشكال الفنون في تلك الحقبة.

رغوة البوليستيرين (1994)

قدمت أديداس كرة كويسترا لكأس العالم 1994، وكانت رمز ذلك التصميم هو السفر عبر الفضاء، وهو ما كان واضحًا عبر تصميم الكرة ومحاولة جعلها أكثر النماذج إشارة للمستقبل بين الكرات المستخدمة لكأس العالم حتى ذلك الوقت.

وبعد بطولة مملة إلى حد ما في إيطاليا، كانت تهدف الفيفا لأن تشعل الأجواء من جديد، وقد كان الابتكار الأساسي في هذه الكرة هو طبقة من رغوة البوليستيرين على سطح الكرة، وهو ما قيل أنها جعلت الكرة أكثر نعومة وأسهل في التحكم، مع زيادة سرعتها في نفس الوقت.

لأول مرة.. مونديال (1998) بالألوان

تمت إذاعة كأس العالم بالألوان لأول مرة في عام 1970، لكن المرة الأولى التي تنوعت فيها ألوان الكرة كانت في نسخة عام 1998.

حيث كانت كرة تريكولور الخاصة بمونديال فرنسا هي الأولى التي حظت بتصميم متعدد الألوان. 
مع الألوان الثلاثة، كانت المساحات البيضاء في الكرة مطرزة بدوائر مفرغة صغيرة، كما دفع إدخال الألوان للكرة أديداس للتفكير في التخلي عن نمط التانجو الكلاسيكي في كأس العالم 2002.

تصميم متواضع (2002)

بدأت أديداس تجربة أشكال جديدة بعد تصميم التانجو بتطوراته في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، عبر إطلاق كرة فيفرنوفا.

أول ما تم تغييره كان تصميم الكرة في حد ذاته؛ حيث تخلت الشركة الألمانية تمامًا عن نموذج تانجو لتقدم كرة بيضاء بسيطة مع أنماط مثلثة بالألوان الخضراء، الذهبية والحمراء.

وقد دعم ديفيد بيكهام، سفير أديداس الذي ساعد على اختبار فيفرنوفا، ادعاءات الشركة المصنعة التي قالت إنها التزمت بأعلى مستويات الدقة في معايير صناعة الكرة، فيما وصفها الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون بـ "كرة مجنونة القفز".

شعار الجماعية (2006)

تعني كلمة تيمجيست "روح الفريق"، في إشارة واضحة لتقاليد ألمانيا المتمثلة في تفضيل القوة الجماعية على العبقرية الفردية.

وكان أكبر تطور ملحوظ على كرة نسخة 2006 هو قلة ظهور الشقوق بين أقسام الكرة الـ14، سعيًا لجعل الكرة أقرب للمثالية في دائريتها وثباتها، وقد حصلت على أفضل نتائج الاختبار مقارنة بنظيراتها من الكرات السابقة.

أصدرت أديداس كذلك كرة مخصصة لكل مباراة في الدورة، بحيث كانت تفاصيل المباراة مطبوعة عليها، كما قدمت كرة ذهبية "تيمجيست برلين" للمباراة النهائية.

كرة رخيصة الثمن (2010)

حاولت أديداس صناعة كرة أكثر دائرية من أي وقت آخر بتقليص أقسامها من 14 قسميًا في تيمجيست إلى 8 أقسام فقط في الجابولاني، غير أنها كانت غير متوقعة المسار لدرجة أثارت غضب حراس المرمى.

وقد قارن حارس البرازيل آنذاك جوليو سيزار الجابولاني بالكرات رخيصة الثمن التي تباع في السوبر ماركت، بينما وصفها إيكر كاسياس بأنها "مروعة". 

ردت أديداس على ذلك بادعاء أنهم قاموا بتجربة الكرة لستة أشهر، وقد أشارت لإشادات لاعبين ترعاهم الشركة مثل فرانك لامبارد ومايكل بالاك بمستوى الكرة.

الأكثر اختبارًا (2014)

قررت الشركة الألمانية تقديم كرة كانت أكثر كرة خضعت للتجارب والاختبارات على الإطلاق، من أجل كأس العالم 2014.

وقد أطلقت الشركة عليها اسم برازوكا، وهي كلمة برازيلية دارجة تصف طبقًا للفيفا "الفخر الوطني في نمط الحياة البرازيلية".

أديداس مرة أخرى (2018)

أصدرت أديداس في نوفمبر 2017 كرة تيلستار 18، الكرة الرسمية لبطولة كأس العالم  بروسيا، وقامت الشركة عبر هذه الكرة بإعادة إصدار أولى كرات أديداس المستخدمة في كأس العالم، عام 1970، لتصبح أول كرة منذ عام 1994 تعود للأبيض والأسود.

وتم اختبار الكرة بشكل مكثف قبل بدء البطولة، وتم استخدامها في عدة مسابقات للشباب (بتصميم مختلف)، بما في ذلك بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا.

إقرأ أيضًا : مونديال قطر| كل ما تريد معرفته عن كأس العالم.. البداية والنهاية

إقرأ أيضًا : مونديال قطر| غائبون من الطراز الرفيع عن كأس العالم 2022