ألحان منير مراد .. ملكة التجديد

الفنان منير مراد
الفنان منير مراد

محمد إسماعيل

يعد منير مراد واحد من أهم الملحنين في الوطن العربي، حيث قد أكثر من ثلاثة آلاف لحن فى مشواره الممتد، واشتهر بتلحين الأغنيات الخفيفة ذات الطابع المرح الإستعراضي الراقص، أشهرها مع شادية إن راح منك يا عين، تعالى أقولك، حاجة غريبة، دور عليه تلقاه، سوق على مهلك، يا دبلة الخطوبة، ومع عبد الحليم حافظ أغنيات وحياة قلبي وأفراحه، ضحك ولعب وجد وحب، بكرة وبعده، بأمر الحب، أول مرة تحب يا قلبي، ورغم مكانته، إلا أن كثير من الأجيال الجديدة لا تعرف عنه شيء، بل ولا تعرف أنه شقيق النجمة الكبيرة ليلى مراد.. أخبار النجوم تعيد احياء ذكرى الموسيقار الكبير المهضوم حقه في السطور التالية..

عن ألحان منير مراد، يبدأ الملحن صلاح الشرنوبي كلامه بالقول: “منير ل طابع مميز عن باقي الملحنين، فألحانه مرحة وسريعة ورشيقة، بالإضافة إلى بساطة الجملة اللحنية وجاذبيتها وإجادة المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، وبالمناسبة فإن بداية منير كانت مختلفة، وأول ألحانه كان حزين، ولم ينجح هذا اللحن، إلى أن نصحه المقربين بضرورة الابتعاد عن هذا اللون، وهو ما حدث بالفعل”.

ويضيف الشرنوبي إن مهارة وذكاء منير كانت في بعده عن إستخدام آلات التخت الشرقي، مثل القانون والناي والعود والكمان، وهي التي كانت سائدة في تلك الفترة، ولجأ إلى الجيتار والبيانو والساكسفون والأبوا والكلارنيت والفلوت، وتلك الآلات كانت غربية ونادرة وقتها، وقد ميزت أصوات هذه الآلات ألحانه وأكسبتها صبغة خاصة، ثم بدأ المزج بين النوعين مع مرور الوقت، لذلك فإن ألحانه كانت ذات طابع عصري، ولذلك أطلق عليه (الملحن الذي سبق عصره)، ويستكمل الشرنوبي حديثه بالقول: “منير برع في إنتاج الموسيقى الراقصة والاستعراضية وأكتسبت ألحانه في السينما لشادية وعبد الحليم حافظ شهرة هائلة، وكان لهما النصيب الأوفر من ألحانه، كما لحن أيضا لعدد كبير من المطربين والمطربات منهم شريفة فاضل ومحرم فؤاد ووردة، وفي بداياتي قدم البعض النصائح التي ساعدتين كثيرا في عملي”.

وأستغرب الشرنوبي عد استثمار منير أدائه الرائع في تلحين الاستعراضات بتقديم ألحان للمسرح الغنائي، حيث أقتصر نشاطه على السينما والأغنيات الفردية.

ضحك ولعب وجد

الملحن رضا رجب بدأ حديثه عن منير مراد بالقول: “قبل الحديث عن مكانته كملحن، فإن أكثر ما يعجبني فيه هو ذكائه في تغيير مسار حياته الفنية، فمنير أبتعد عن التلحين لفترة واتجه إلى السينما، وحقق بها نجاحا، حيث أحترف العمل كمساعد مخرج ثم ممثل، لكنه لم يجد نفسه في هذا المجال، وهو ما أضطره إلى العودة سريعا إلى التلحين، محاولا تعويض فترة غيابه عن الموسيقى”.  

ويضيف رجب: “مراد كانت ألحانه ذات طابع خاص، وقام بالمزج بين المقامات الشرقية والغربية، وكانت ألحانه تبدأ بالمقام الغربي وتتداخل معها في المنتصف المقامات الشرقية دون أن تشعر بالغرابة أثناء الاستماع إليها، وكان يفعل ذلك بكل حرية وسلاسة، مثل أدائه في أغنية (ضحك ولعب وجد وحب) ذات المقام الغربي، وإستعان فيها بأوكسترا كاملة، كل هذا دون أن يضر باللحن أو الكلمات”. 

خفة دم

الشاعر عنتر هلال يرى إن أهم ما يميز منير مراد هو خفة دم ألحانه، لكن هذا لم يمنعه من تقديم أغنيات حزينة، خاصة مع عبد الحليم حافظ، كما أن تقديمه لـ3 آلاف أغنية جعلته يملك تنوعا كبيرا، وهذا ما دفع بعض المطربين للإرتباط به، خاصة شادية وعبد الحليم حافظ، كما أنه أعتمد على نفسه في الصعود، ولم يحتاج لشهرة شقيقته المطربة والفنانة الكبيرة ليلى مراد، لكن ليس كل ما حاول منير تقديمه كتب له النجاح، فقد أخفق في إدخال موسيقى الجاز في الألحان الشرقية، والتي كانت الموسيقى الأشهر وقتها في أوروبا وأمريكا، في المقابل نجح في إدخال موسيقى “الجارك” في ألحانه لأغنيات هاني شاكر.

وعن منافسي منير مراد يقول هلال: “الأقرب لمنافسته هو محمد فوزي، لكن أعماله تشبه أيضا أعمال رياض السنباطي وبليغ حمدي، لكنه تميز عنهما بالعصرية، ويكفي « الإسكتش » الذي قام فيه بتقليد الملحنين بجملة واحدة، ومن أبرز أعماله من وجهة نظري، نشيد (يا مصر قومي وانهضي) في فيلمه (أنا وحبيبي) عام 1953، الذي ظهر فيه بزي الجيش، وكانت تلك أغنيته الوطنية الوحيدة، كما أنه لم يقدم لحن لأغنية تعتمد على القصيدة، وسبب ذلك أنه نشأ في مدرسة فرنسية، عكس أغلب الملحنين وقتها ممن تعلموا في الكتاتيب”. 

ويختتم عنتر هحديثه بالقول: “لولا عبقرية منير مراد كانت العديد من الأغنيات القديمة انقرضت، فقد استطاع المزج بين الطرب القديم والموسيقى الحديثة، لذلك مازالت أغنياته قائمة بيننا، ولذلك أيضا يصعب مقارنته بأي فنان في جيله، فهو متفرد، لكن تبقى محطته الأهم ثنائياته مع شادية، خاصة في أغنية (واحد أتنين)، التي كانت (فاتحة الخير عليه)، لذلك يمكن إعتبار أن من ضمن مزاياه، قدرته على تحويل الممثل إلى مطرب عن طريق اللحن، وهذا ما حدث مع فاتن حمامة حينما شاركت بالغناء في أغنية (ألو ألو إحنا هنا) مع شادية، وتردد أن أم كلثوم أبدت إعجابها بأعمال منير مراد، وعندما قررت أن تغير من ألحانها المعهودة إستعانت به، لكن مشروعهما المشترك لم يظهر إلى النور، وأخيرا يجب أن ينسب إلى منير مراد دعم الموسيقى الاستعراضية، التي قدمها لأشهر الراقصات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال”.

أقرأ أيضأ l أغنية كويتية تجمع ماجد المهندس وفهد الناصر بعد نجاح «لندن»