حوار| مصطفى كامل: الفساد «معشش» بأركان «الموسيقيين» وتطهيره من أولوياتي

المطرب مصطفى كامل
المطرب مصطفى كامل

ندى محسن

يخوض المطرب مصطفى كامل من جديد، الانتخابات على منصب نقيب الموسيقيين رغم تشديده في وقت سابق على عدم العودة للعمل العام، لكنه أكد أن ثقة زملائه هي الدافع وراء عدوله عن قراره.. ملفات عديدة هامة تنتظره للنظر فيها وإيجاد الحلول لها في حال توليه المنصب

في الحوار التالي يتحدث مصطفى عن رؤيته لتلك الملفات وطريقته في التعامل معها، كما يكشف عن التحديات التي قد تواجهه وحملات التشويه والمحاربة التي يتعرض لها من بعض أعضاء مجلس إدارة النقابة، والعديد من التفاصيل الأخرى.

في البداية.. ما دوافعك القوية وراء عدولك عن قرار عدم العودة للعمل العام؟

كنت لا أنوي الترشح على منصب نقيب الموسيقيين مرة أخرى، وأقسمت يمينًا في وقت سابق بعدم العودة للعمل العام، لكن تراجعت عن قراري بعدما تلقيت دعماً كبيراً من أصدقائي الموسيقيين والأكاديميين بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وأكاديمية الفنون، وكُلية التربية النوعية، وغيرهم، مُطالبين لي بالترشح لتولي زمام الأمور، ونويت الترشح بعد تفكير بجدية في الأمر لاسيما أن ثقتهم بي زائدة بشكل كبير وهذا شئ مُشرف بالنسبة لي.

ما أهم الملفات التي ستعمل عليها حال توليك منصب النقيب؟

محاربة الفساد المالي والإداري وتطهير النقابة منه على رأس أولوياتي، فالنقابة أشبه بالمنزل الذي تحوطه «القاذورات» من جميع الاتجاهات، فكيف لأصحاب المنزل بأن يسكنوه قبل تنظيفه وتطهيره!، ولا أريد قول أي كلام معسول في التوقيت الحالي قبل الاطلاع على كافة الملفات ودراستها دراسة جيدة قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، لإني لست “دجال” ولا “ماسك عصا موسى”، فضلاً عن أن إدارة كيان كبير مثل نقابة المهن الموسيقية ليس بالأمر السهل أو الهين أبداً، خاصة أن الفساد “معشش” في أركانها وبها بعض الأشخاص الذين يقفون عائقاً أمام التطور والنجاح.

ألا تخشى أن يقود حديثك عن وجود فساد مالي وإداري بالنقابة واتهامات البعض بتلقي الرشاوي إلى توجيه حملات تشويه ضدك؟

هذا ليس حديثي أنا فقط، فالمفارقة هنا أنه حديثهم عن بعضهم بالدلائل والإثباتات، وبالفعل أتعرض لحملات تشويه ومحاربة وصلت إلى تهديد بعض الأعضاء بقطع مصدر رزقهم إذا أعطوني أصواتهم في الانتخابات بالإضافة إلى أنهم يشترون "ذمم" الأعضاء بالرشاوى من أجل تزكية مُرشح آخر لأنهم على علم وثقة إنني لن أسمح بالمهزلة التي تحدث داخل أروقة النقابة في حال تولي المنصب، والكارثة أن تلك الرشاوى يدفعونها من خزينة النقابة وليس من مالهم الخاص على الأقل.

وما أبرز التحديات التي قد تواجهك؟

تحديات وصعوبات عديدة، فالنقابة حالها مُؤلم، وإن كان لي نصيب فأنا داخل على “وكر”، بل أُغامر بوقتي ونفسي لاسيما أنه عمل خدمي وليس تجارياً سأتربح منه، “يعني داخل أرهق نفسي ببلاش!”، لكن هدفي الوحيد هو دعوة طيبة وسيرة عطرة تكون ميراثاً لأبنائي بعد وفاتي.

توفير التأمين الصحي وزيادة المعاشات من أبرز مطالب أعضاء النقابة.. ما خطتك للتعامل مع هذا الملف؟

هذا الملف سيكون على قائمة أولوياتي لاسيما أننا في مرحلة نعاني فيها من أزمة تضخم وارتفاع في تكاليف المعيشة في مصر بصفة خاصة، والعالم بصفة عامة، لذلك سأتخذ خطوات حاسمة تُعين أهل المهنة على مواجهة موجة الغلاء من خلال تنمية موارد النقابة والعمل على زيادة إيراداتها، ووقف حركة الفساد التي تُهدر فيها مبالغ بالملايين، ووقتها ستكون هذه المبالغ أحد أهم إيرادات النقابة، مما سينتج عنه زيادة المعاشات ورفع المستوى المعيشي لأعضاء النقابة، فحال بعضهم لا يسر، إذ إن المعاش الحالي متدنٍ للغاية ولا يُلبي احتياجات المعيشة من طعام وشراب وكهرباء ومياه وخلافه.

أما فيما يتعلق بتوفير التأمين الصحي؛ سأعمل على تسجيل أعضاء النقابة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل الذي بدأته الدولة في 2018، من أجل توفير الرعاية الطبية للأسر القادرة وغير القادرة، ذلك إلى جانب موارد وإيرادات النقابة التي سُتحسن من الخدمات الصحية أيضاً.

قلت إنك ستتعامل مع أزمة مؤديي المهرجانات من خلال الاستعانة ببعض المتخصصين في الشأن الغنائي والثقافي.. فما مدى جدوى هذا الاقتراح؟

مُتفائل كثيراً بهذا الاقتراح، وأتوقع له النجاح في السيطرة على أزمة مؤدي المهرجانات، وتقنين الوضع، وأعد بتقديم هذا النوع من الموسيقى بالشكل الذي يليق بالفن المصري، فأنا لست ضد أي نوع من الموسيقى، فكل شكل غنائي مُستحدث لابد أن نتقبله، لكن أتقبله بالشكل الذي يجعلني فخوراً وراضياً أن المهنة مازالت بخير ولم تنحدر في عهدي، وذلك بإلزام مؤدي المهرجانات بالحفاظ على الكلمة واللفظ المحترم، وأتوقع تعاونهم معي بعد حل جميع المشكلات والأزمات التي كانت تواجههم من قبل.

وكيف ترى المنافسة؟

لا أشغل بالي بالمنافسة، وثقتي كبيرة في الله ثم في زملائي المحترمين الذين يبحثون عن النزاهة والنقاء، ويكفيني فخراً أنني مشهود لي بنظافة اليد، “إيدي مطالتش جنيه من مال الموسيقيين” طوال فترة عهدي السابقة، وكنت قادراً على إيقاف ومنع الفساد رغم المحاولات، وكنت قوياً، وهنا أقصد القوة في العمل الإداري، وفي اتخاذ القرارات وإعطاء الصلاحيات لمن يستحق، فالسلبية أحد المساوئ التي قد تُدمر أي منظومة.

عتبت على الفنان هاني شاكر بأنه لم يُبارك لك الخطوة.. هل تواصل معك بعدها؟

لا، لم أتلق منه أي مكالمة هاتفية نهائياً.

البعض يرى أن استراتيجيتك في تطوير النقابة وتحسين أوضاع أعضائها قد يضعك في موقف مُحرج مع الفنان هاني شاكر باعتبار أن ذلك يعني أن سياسته كان لابد من تعديلها.. بماذا ترد؟

لا أريد الحديث عن الفنان هاني شاكر إطلاقاً، أو توجيه النقد لسياسته الإدارية وذلك مراعاةً وحفاظاً على “العِشرة” الطويلة، والنجاحات العديدة السابقة التي جمعتنا معاً، والتي ستظل علامات بارزة في ذاكرة الجمهور، وفي تاريخه وتاريخي الفني أيضاً.

طرحت أغنيتك الجديدة زرعة خايبة بالتزامن مع ترشحك على مقعد نقيب الموسيقيين واعتقد البعض أنك توجه بكلماتها رسالة غير مباشرة إلى بعض الأشخاص داخل النقابة؟

قاطعني قائلاً: “مفيش أغنية بتتولد بين يوم وليلة”، فقد كنت أعمل على تلك الأغنية منذ ثلاثة أشهر، أي قبل التفكير في الترشح للانتخابات بفترة طويلة، لذلك هذا الكلام ليس صحيحاً، فضلاً عن أن الأغنية تُناقش العلاقات في حياتنا إن كانت علاقة صحية أو سامة تستحق “البتر”، وهذه أدواتي الشعرية ومفرداتي، لكن إن صح القول بأنهم اعتبروها مُوجهة لهم بسبب توقيت طرحها، فأقول لهم بأنهم “زرعة مايلة”.

وما ردك على الأقاويل التي تتردد بأن ترشحك لمقعد النقيب هو محاولة منك لتصدر المشهد من جديد؟

لست بحاجة لتصدر المشهد، فاسمي “تريند” بأعمالي الغنائية قبل أي شيء، وأغنيتي الجديدة “زرعة خايبة” من كلماتي وألحاني دخلت قائمة “التريند” على موقع “يوتيوب” بعد 12 ساعة من طرحها، وهذا الكلام مُوثق عبر صفحتي الشخصية على موقع “فيس بوك”، لذلك هذه الأقاويل من الأجدر أنها تتردد عن فنان “عاطل” يستفيد من الزج باسمه في النقابة، وليس عليَّ!، فضلاً عن أن جمهوري يطالبني في التعليقات بسحب أوراق ترشحي من النقابة حتى لا أنشغل عنهم وأتفرغ للفن بطرح أعمال جديدة.

أقرأ أيضأ l مصطفى كامل يكشف خطته للتعامل مع مطربي المهرجانات| فيديو