روسيا: إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز «سو-24» في دونيتسك

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت القوات الجوية الفضائية الروسية، اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر،عن إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-24" بالقرب من قرية "نوفوجيلانويه" بجمهورية دونيتسك الشعبية.

وصرحت عن ذلك وزارة الدفاع الروسية في إطار تقريرها اليومي عن التقدم المحرز لليوم، حيث تلا البيان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف، الذي تابع بأن القوات المسلحة الروسية تواصل عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: مدفيديف: التصويت في دونباس يغير توجه التنمية الروسية لعُقود

وتمكنت من خلال الضربات عالية الدقة من قصف نقاط الانتشار المؤقتة للواء الطيران رقم 81، واللواء رقم 66 الميكانيكي التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق قرى "تشيرنوفي أوسكول" و"ستودنوك" في منطقة خاركوف، واللواء الآلي رقم 93 في منطقة "بوجوروديتشنويه" بجمهورية دونيتسك الشعبية، وتم تحييد أكثر من 120 جنديًا أوكرانيا و3 دبابات و12 سيارة.

وأصابت الضربات عالية الدقة للقوات الجوية الفضائية الروسية نقاط الانتشار المؤقت للواء البحري رقم 35 للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الإقليمي رقم 114، في مناطق قريتي "نوفوجريجوروفا" و"نوفايا أوديسا" بمنطقة نيكولايف.

حيث أدت إلى تدمير أكثر من 70 عنصرًا من العناصر القومية المتطرفة الأوكرانية، وأكثر من 15 وحدة من المعدات والمركبات العسكرية الخاصة.

كما أدت الضربات النارية المركزة على المواقع القتالية للواء المشاة الميكانيكي الأوكراني رقم 59 في مناطق مستوطنات "تيرنوفكا" و"أندرييفكا" في منطقة خيرسون، إلى القضاء على ما يصل إلى 100 جندي و7 مركبات قتالية مدرعة.

بالإضافة إلى تدمير إحدى الورش الصناعية التي كان يتم فيها إصلاح المعدات العسكرية لهذه الوحدة بمدينة نيكولاييف.

وفي نفس السياق، خلال الـ 24 ساعة الماضية، أصابت الضربات الجوية العملياتية والتكتيكية للقوات الجوية الفضائية والمدفعية 6 مواقع قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق قرى "دولينا" و"تاتيانوفكا" و"أرتيوموفسكي" بجمهورية دونيتسك الشعبية، و"ليجينو" و"كيروفو" بمنطقة زابوروجيه، و"بيريزنيجوفاتويه" بمنطقة نيكولايف، وكذلك 49 وحدة مدفعية ونقاط تمركز لأفراد ومعدات عسكرية في 142 منطقة أوكرانية.

وتم تدمير 5 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق قرى "سيفيرسك" و"كاترينوفا" و"دوبروفولي" بجمهورية دونيتسك الشعبية، و"براجينوفكا" في منطقة دنيبروبتروفسك بمنطقة زابوروجيه.

وأسقطت الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية طائرة مقاتلة من طراز "سو-24" تابعة للقوات الجوية الأوكرانية في منطقة "نوفوزيلانو" بجمهورية دونيتسك الشعبية.

وخلال الـ 24 ساعة الماضية، تم إسقاط 12 طائرة مسيرة بواسطة الدفاع الجوي في مناطق قرى "بتروفسكو" و"خانزينكوفو" و"بلاجوفيشينكا" بجمهورية دونيتسك الشعبية، و"مولوديوجنويه" و"برياوزيرنويه" وموزيكوفكا" و"زيلينوفكا" و"بوساد-بوكروفسكويه" و"ليوبيموفكا" بمنطقة خيرسون.

كما تم إسقاط صاروخان أمريكيان مضادان للرادار من طراز "هارم" بالقرب من مدينة خيرسون، إضافة إلى تدمير 27 قذيفة من راجمات الصواريخ "هيمرس"، و"أولخا" في منطقة دونيتسك، وقرى "تشيرنوبوفكا" بجمهورية لوجانسك الشعبية، و"نوفايا كاخوفكا" و"بيريسلاف" و"فيروفكا" و"تومارينو" و"فيسيولويه" بمنطقة خيرسون.

ويواصل النظام في كييف استفزازاته حول محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، سعيًا منه لخلق كارثة اصطناعية، حيث تم خلال الـ 24 ساعة الماضية تسجيل 5 قذائف مدفعية موجهة لمحطة تحويل حرارية تقع بالقرب من محطة الطاقة النووية.

كما تم إطلاق ما مجموعه 24 قذيفة مدفعية من قرية "نيكوبول" الخاضعة لسيطرة كييف في منطقة دنيبروبتروفسك، وقد تضرر أحد المباني الفنية. وقد تم الرد وقمع وحدات المدفعية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية التي قصفت أراضي محطة الطاقة النووية. مستوى الإشعاع حول محطة الطاقة النووية بزابوروجيه طبيعية.

إجمالًا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي:

295 طائرة

155 مروحية

2007 طائرة بدون طيار

375 منظومة صواريخ مضادة للطائرات

5038 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى

839 راجمة صواريخ متعددة

3403 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون

5719 مركبات عسكرية خاصة

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية ، منذ بدايتها في 24 فبراير الماضي.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.