صاحب رنة الحزن بصوته.. محطات في حياة القارئ محمود عبدالحكم 

القارئ محمود عبدالحكم 
القارئ محمود عبدالحكم 

منحه الله عز وجل صوتًا مميزًا اخترق آذان المستمعين وهو يرتل كتاب الله عز وجل، وفي قرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا والشهيرة ببلد العلم والعلماء،  كانت البداية والنشأة، وبعد أن أتم حفظ القرآن في العاشرة من عمره، وبدأت موهبته تخطو خطواتها الأولى، انتقل إلى طنطا ثم القاهرة، ليتلقى تعليمه في الأزهر الشريف، حتى التحق بالإذاعة المصرية عام 1948م.


ففي صوته رنة حزن جعلته مميزًا فلم يستمع إليه أحد إلا أحب صوته ولم ينسه على الإطلاق، فصوته ترك بصمة خاصة في قلوب مستمعيه.


ولد الشيخ محمود عبد الحكم في عام 1915م بقرية الكرنك بمركز ابو تشت محافظة قنا، ثم التحق بالإذاعة عام 1948م ، وبعد رحلة عطاء كاملة عامرة بالايمان وفي مثل هذا اليوم 13-9-1982م رحل عن دنيانا فضيلة الشيخ.


حفظ محمود عبد الحكم القرآن في العاشرة من عمره بكتاب القرية قبل أن يرسله والده إلى المعهد الأحمدي بطنطا لمدة عامين حيث تلقى دروس التجويد والقراءات قبل أن ينتقل إلى الأزهر لينهل من علمائه أيضا لمدة عامين آخرين إبان تلك الفترة التي اتجه فيها إلى تقليد كبار قراء عصره بشكل نال استحسان الناس والمعارف الذين شجعوه على المضي في طريق التلاوة وبالفعل ذاع صيته واتسعت دائرة شهرته.


وفي عام 1940 ، شارك مع أساطيل التلاوة المشايخ محمد رفعت - وعلى محمود - والصيفي - وغيرهم في إنشاء أول رابطة لقراء القرآن الكريم واختير أمينا للصندوق بها.


و الشيخ محمود عبد الحكم قد أنجب ثمانية ابناء نصفهم من الذكور هم "حسين - محمد - عبد المنعم - ومحمود " ونصفهم الاخر من الاناث. وتزوجت اثنتان من بناته الأربع باثنين من أولاد الشيخ محمد صديق المنشاوي سعودي المنشاوي - والدكتور عمر المنشاوي.


وفي احتفال مصر بليلة القدر يوم الاثنين الموافق 30 من مارس عام 1992 م الموافق 26 من رمضان عام 1412 هجرية كرم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك اسم القارئ الشيخ محمود عبد الحكم بمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

كان القارئ الشيخ محمود عبد الحكم نموذجا يحتذى لأهل القرآن من حملة الكتاب الكريم على امتداد مسيرته الحافلة في دولة التلاوة على مدى ثلث قرن وما يزيد ( 1945 - 1982 ) استطاع أن يجسد خلالها بصمته بوضوح في سجل الخالدين من كبار القراء وإن لم يكن من مشاهيرهم على الرغم من تمتعه بصوت آسر مفعم بالخشوع.


وتعرض الشيخ محمود عبد الحكم لحادثة شهيرة، خلال زيارته للجزائر الشقيقة عام 1965 م عندما انقلبت به السيارة وتوفي جميع ركابها وكتب الله له النجاة وحدة عزف عن التحدث عنها حتى لا يقال أن الشيخ استثمرها في الدعاية لنفسه وعاش بعدها سبعة عشر عاما يواصل خدمته للقرآن الكريم ويسجد لله شاكرا على نجاته قارئا للقرآن بمسجد السيدة نفيسه رضي الله عنها حتى وفاته.