فى الصميم

التصنيع.. ثم التصنيع!

جلال عارف
جلال عارف

استهداف مائة مليار دولار من التصدير ليس بالأمر المستحيل حتى فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى نمر بها ويمر بها العالم.. لكن هذا يتطلب تغييراً فى خطط العمل، وحشداً للإمكانيات المادية والبشرية، ونسفاً لكل العوائق التى تقف فى طريق تحقيق أهدافنا.


مضاعفة التصدير تعنى أولاً أن نملك ما نصدره وأن يكون قادراً على المنافسة فى أسواق العالم، وأن نجيد نحن تسويقه فى هذه الأسواق، ورغم الطفرات التى نحققها فى تصدير منتجاتنا الزراعية فإنها فى النهاية تظل محدودة ومحكومة بثروتنا المائية وباحتياجاتنا المحلية التى تتزايد.. ولهذا فإن الصناعة هى وسيلتنا الأساسية لمضاعفة الإنتاج القومى سواء لسد حاجة السوق المحلى أو لتحقيق الهدف بمضاعفة التصدير.


التصنيع أولاً وثانياً وثالثاً هو ما ينبغى أن يتوافق عليه الجميع، وأن نحشد له الجهود، وأن نقدم له كل التسهيلات، وأن نساعد المستثمر الصناعى الوطنى بكل السبل سواء، كان قطاعاً عاماً أو خاصاً، لأن نجاحه هو الذى سيجذب الاستثمار الأجنبى لكى يكون شريكاً صناعياً وليس مغامراً فى البورصة.. ولعل درس خروج ∩الأموال الساخنة∪ فى بداية العام الذى كلفنا الكثير يكون كافياً لإقناع الجميع بأن تكون الصناعة هى الأولوية، وأن تكون إزاحة العقبات من طريقها هى ما يشغل كل المؤسسات.


ما نحتاجه هو أن نسمع جيداً لرجال الصناعة الوطنيين، وأن نجعلهم شركاء فى القرار وفى تحمل المسئولية، رجال الصناعة فى القطاعين الخاص والعام يعرفون المشاكل والحلول موجودة لو وضعنا الصناعة كأولوية قصوي، لدينا كل الإمكانيات للتقدم رغم التحديات الكبيرة، لكن لا يمكن الحديث عن مضاعفة التصدير بينما البيروقراطية المالية تحتجز مستلزمات الإنتاج فى الجمارك، وبعض المصانع تعمل بنصف طاقتها!!
لدينا كل ما يلزم لكى نكون قوة صناعية كبرى فى المنطقة، ولكى نحقق ما نستهدفه فى التصدير وأكثر.. والأزمات تخلق الفرص، والفرصة موجودة، وعنوانها هو: التصنيع أولاً وثانياً، وأخيراً.
نجاحنا فى معركة التصنيع هو وحده الذى يجعل من رقم المائة مليار دولار هدفاً متواضعاً للتصدير!!