«بهجورة» قرية صعيدية محبة للعلم منذ قديم الزمن

قرية بهجورة
قرية بهجورة

تقع قرية بهجورة بنجع حمادي شمال محافظة قنا، وهي بلد محبة للتعليم، واسمها الفرعوني بلد الشعب، و"بهجورة" مشتقة من الاسم القبطي "بهو انجمول" ومعناه حظيرة الجمال.


يقول الدكتور محمود عبد الوهاب مدني، مدير عام الشئون الأثرية بمنطقة آثار مصر العليا، إن بهجورة بسكون الهاء وضم الجيم من القرى القديمة بعيدة عن شاطئ النيل الغربى، واسمها الفرعونى يعنى بلد الشعب، وذكرها أميلينو فى جغرافيته بأن اسمها القبطى بهو انجمول pehoi Engamoul"" ومعناه حظيرة الجمال ومنه اشتق اسمها الحالى بهجورة .


ووردت فى قوانين ابن مماتى باسم البهجورات من أعمال القوصية، وفى تاج العروس باسم مهجورة، وقيل ذلك لان حريقا عظيما شب بها فى القرن العاشر الميلادى أتى عليها فهجرها الناس زمنا فسميت مهجورة، وذكرها المقريزى بالأراضى الخصبة، ووردت فى معجم البلدان وفى التحفة باسم بهجورة، ووردت فى دفاتر الرومانية القديمة منذ سنة 1231هـ باسمها الحالى بهجورة .


 وتابع : لقد كانت بهجورة منذ العصر الفرعونى واحدة من أصل إحدى وعشرين مقاطعه كانت تتكون منها ولاية جرجا.


وأضاف مدني، ذكرها على مبارك بأنها قرية كبيرة من قسم فرشوط بمديرية قنا وأنها واقعة فى حوض بهجورة شرقى فرشوط على نحو ثلثى ساعة، والبحر فى شرقها على نحو ساعة، وفيها مسجد به منارة وكنيسة للأقباط وأبراج حمام وعصارات قصب، وعدد وافر من النخيل والأشجار ذات الفواكه لبعض كبرائها والمستخدمين من أقباطها ويتحصل منها كل سنة على مقدار عظيم من عسل القصب والسكر الخام.


وتعد قرية بهجورة من أكبر قرى مركز نجع حمادي، وهى بلدة محبه للتعليم إذ كان  يوجد بها عدة مدارس، فى وقت لم يكن يوجد بالمدن الكبرى مدرسة ثانوية وحتى القرى الصغيرة لم يكن يوجد ببعضها مدرسة إلزامية أو أولية فى ذلك الوقت، ويرجع الفضل فى ذلك إلى داود تكلا بك الذى انشأ عدد من المدارس ووقف الأطيان والعقارات للإنفاق عليها.


كذلك أيضا اهتم المشايخ مثل الشيخ إسماعيل أبو عبد الله بالتعليم الدينى الذى ظهر واضحا بمسجدها الجامع "الجامع العمرى " والذى أصبح مناراً للعلم ومركز إشعاع لنشر وتدريس علوم الشريعة الإسلامية وعلوم الحديث والتفسير والفقه والسنة النبوية الشريفة وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد وتعريف الناس بتعاليم الدين الصحيحة ، وذلك لحرص الشيخ الشديد على إقامة الشعائر الدينية بمدينة بهجورة ، حيث استقدم لذلك الشيخ عبد الكريم بن علي المسيري الشافعي المعروف بالزيات ، فقام ببهجورة بالدرس والإفتاء وقطع العهود واقام مجلس الذكر، وتوفى بها سنة 1181هـ .


كذلك فقد لعب الجامع العمرى ببهجورة دورا سياسيا وإعلاميا واجتماعيا هاما، وقد ساعده على ذلك موقعه المتميز بوسط المدينة ، وفترة الاضطرابات التى كانت تمر بها البلاد فى نهاية العصر المملوكى ، حيث كان القاضى يجلس به أو أمامه ليقضى بين الناس ، ويفتيهم فى أمور دينهم ودنياهم واخذ العهود عليهم ، كما كان يتم منه الإعلان عن المراسيم والأخبار والأوامر التى ترد من السلطات الحاكمة.

إقرأ أيضا : تشكيل لجنة للتأكد من صلاحية العسل الأسود داخل العصارات في قنا