نبض السطور

ماسبيرو.. والمستقبل!!

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

فى 21 يوليو 1960 انطلق الإرسال من مبنى ماسبيرو العريق، وعلى مدار هذه السنوات الطويلة تحول المبنى العريق إلى أيقونة للقوة الإعلامية الناعمة المصرية.. قنواته التليفزيونية والإذاعية أصبحت محط أنظار الجميع فى وطننا العربى الكبير.

المبنى العريق تعرض لهزات كبرى خاصة فى السنة السوداء لحكم جماعة إخوان الإرهاب.. لكن الدولة تمد يدها ليستعيد بريقه وخطط التطوير تتواصل لتستمر الرسالة الإعلامية قوية مهنية وطنية جاذبة.. ومازال ماسبيرو المعمل الأهم لتخريج أهم الكوادر الإعلامية فى الوطن العربى.

وفى بلدنا الذى يواجه كل شهر 53 ألف شائعة وتستهدفه قنوات أهل الشر و10 ملايين حساب مضروب على وسائل التواصل الاجتماعى.. لم يكن غريبًا أن تواصل الشائعات استهداف ماسبيرو، والمؤكد أن الرد السريع بالحقائق يدفن الشائعات فى مهدها بينما التأخير يمنح أهل الشر الفرصة لمحاولة زرع الفتن وتكرار المحاولات.

منذ أيام شغلتنا جميعا الشائعة الكاذبة عن بيع مبنى ماسبيرو ونقله للعاصمة الإدارية.. وانتظرنا الرد السريع الحاسم لوأد الأكاذيب وطمأنة المشاهدين والعاملين بالمبنى العريق.. لكن الشائعة ظلت تسرى على مدار يوم كامل ولا مجيب.. بعدها تدخل زميلنا العزيز حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ليرد بالحقائق ويكشف كذب الشائعة لتهدأ النفوس والخواطر.. لكن السؤال يظل حائرًا لماذا تأخر الرد؟ ولماذا لم تسارع الهيئة الوطنية للإعلام بكشف الحقائق وفضح الأكاذيب؟!

نفس الطريقة فى التعامل تذكرنا بأيام مظاهرات ماسبيرو قبل شهور.. التى بدأت بعاملين يطالبون بمستحقات الإحالة للمعاش، لكن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لم يفتح لهم مكتبه ولم يحاول استيعابهم وشرح الحقائق لهم.. فاستمرت المظاهرات حتى تدخلت الحكومة لتعيد الهدوء للمبنى العريق ولتغلق أبواب الفتنة التى تركت مفتوحة.

لا أحد ينكر أن حسين زين يتولى مسئولية جسيمة تحتاج للعمل ليل نهار لإعادة البريق للمبنى العريق.. لكن المؤكد أيضًا أن التأخير فى التحرك وعدم توضيح الحقائق سريعًا، أحيانا يفتح الأبواب لأهل الشر، لتستمر محاولاتهم لاستهداف ماسبيرو بالشائعات والأكاذيب والفتنة.

الحديث عن ماسبيرو يعيدنى لمقالى يوم الجمعة الماضى عن الإعلام والمعلومات والذى لقى صدى واسعًا بين الجمهور والقراء والزملاء.. فالمؤكد أن عدم توفير المعلومات وعدم الرد الحاسم بالحقائق على الشائعات والأكاذيب لا يخدم إلا أهل الشر ودعاة الفتنة.

ماسبيرو جزء من تاريخ عريق لإعلام وطنى مهنى.. وجهود تطويره مستمرة ليستعيد الدور والمكانة التى يستحقها.. وبجهود كل أبناء ماسبيرو سيظل المستقبل مشرقًا وسيظل ماسبيرو حلقة مضيئة بين مصادر قوتنا الناعمة.

لكن بناء المستقبل يحتاج لمكاتب مفتوحة لكل أبناء ماسبيرو.. يحتاج لتحرك سريع فى مواجهة موجات الشائعات والأكاذيب.. يحتاج لقرارات حاسمة فى توقيتها الصحيح.. ماسبيرو قادر وسيعود نجمًا فى سماء الإعلام العربى.