معتز عبدالمجيد يكتب: فى حب القهوة!

معتز عبدالمجيد
معتز عبدالمجيد

أحيانا نندم على أشياء لم نقترب منها حتى ولو من باب التجربة ومن ضمن الأشياء التى ندمت على عدم تجربتها هى تناول «القهوة» حتى جاء اليوم الذى قررت فيه تناول هذا المشروب التاريخى وتحديدا فى مدينة ميلانو بإيطاليا عام ٢٠١٩ ومن بعدها أصبحت أحد عشاقها بكافة أنواعها..

جذبتنى القهوة ووجدت فيها غايتى بالبعد عن التوتر والصداع والتركيز فى العمل لساعات طويلة دون تعب.. جذبتنى حتى بحثت عن تاريخها الذى بدأ اعتبارا من القرن السابع عشر، وبعدها اكتسبت أهميتها كمشروب اجتماعى ذى شعبية كبيرة.

جذبتنى حتى عرفت ان لها عادات وتقاليد لايمكن التنازل عنها. وتروى لآداب تناول فنجان القهوة فى البيت المصرى حكايات عديدة، إذ كان فنجان القهوة يقدم لضيوف البيت  المصرى مع كأس ماء، كلغة متبادلة بين صاحب المنزل وضيفه، وفى حين قام الضيف بشرب الماء أولا، كان يُعلم بأنه جائع ليسرع صاحب المنزل بإعداد وجبة طعام له، أما فى حال بادر الضيف بشرب القهوة قبل الماء فهذا يعنى بأنه شبعان، ولديه رغبة فى الحديث إلى صاحب المنزل. ومن أهم قواعدها أيضا طريقة التقديم التى يجب أن تقدم من اليمين والا أصبحت كارثة فى حال تم تقديم القهوه باليسرى لأن فيها امتهان للضيف.

وقد ارتبطت القهوة بالحب والعشق والرومانسية وعلى الرغم من أن السبب الذى جعل الكثيرين يربطون القهوة بالحب مجهول الا أن هناك الكثيرين من العشاق الذين يرون أن القهوة هى مشروبهم المفضل الذى يجمعهم فى ارتباط وثيق مع حبهم.. حنونة هى القهوة حين تقدم لنا روحها فى سبيل مزاجنا.. فنجان قهوة مرة المذاق تسرى فى أوردتى وتعيد سريان دم تباطأ تدفقه قهوتى وحدها فقط هى مستودع أسراري، فلا تخذلنى أبدا. ولولا مرارة القهوة، لما استمتعنا بلذة الحلوي، هكذا هى الحياة.