آمال عثمان تكتب: مايسترو متحف الحضارة

آمال عثمان
آمال عثمان

ظللتُ بعيدة عن ذلك المكان الأثير إلى قلبى لأكثر من عام، أكتفى بما يصل إلى مسامعى من فيض الإطراء والمدح والثناء، ومنذ أيام لبيتُ دعوة د.أحمد غنيم رئيس هيئة المتحف القومى للحضارة، لحضور حفل الفنانة المبدعة «نسمة محجوب» صاحبة الحنجرة الذهبية، التى ارتبط اسمها فى المخيلة بأغنية «حكاية شعب»، أعذب كلمات وألحان جسدت التاريخ المصرى العريق خلال حفل افتتاح المتحف. 

وجدتُ حالة ثقافية وفنية فريدة، داخل ذلك الصرح  الحضارى الذى يحظى بمكانة دولية ومحلية، تزخر بكوكبة من السفراء الأجانب والعرب، وبقامات سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية وإعلامية، جعلتْ كل زاوية فى المتحف تتلألأ وتسطع، وكأنها تتباهى بما حظيت به من مكانة رفيعة واهتمام، ولم لا.. أليست الإدارة والعلم مفتاح التقدم والنجاح فى كل موقع؟ لذا استطاع مايسترو الحضارة د.غنيم بعلمه وإدارته، أن يحوّل المتحف القومى للحضارة إلى بؤرة جذب ثقافى دولي، ويدير تلك المنظومة الحضارية باحترافية وبراعة ومهارة وإبداع، ووظف دائرة علاقاته ودبلوماسيته، وأسلوبه شديد الرقى والتحضر، فى تنمية موارد المتحف وتعظيم عائده، ودعم وضعه المالى والاقتصادي، وتعزيز مكانته على خريطة السياحة العالمية، وتقديم خدمات سياحية وترويجية وثقافية متميزة. وذلك من خلال الحفلات الموسيقية والغنائية، والندوات الفكرية ومناقشة كتب الفن والآثار، ودعم التعليم والأفكار الخلاقة، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال فى مجالات الفنون والعمارة والتاريخ والتراث الثقافى، والتعريف بتقنية الواقع المعزّز، ليس هذا فحسب، بل عمل على تنمية وتطوير فكر العاملين بالمتحف من خلال دورات حول طرق إدارة الغضب ومهارات إدارة الوقت، لرفع الوعى السياحى والأثرى لديهم، وقدرتهم على التصرف وفهم احتياجات الزائرين، والحق أن هذا ليس بعيدا عن فكر عالم جليل حاصل على الدكتوراه فى الاقتصاد من جامعات ألمانيا، ومستشار للعديد من المنظمات الدولية والعربية، إلى جانب عمله مستشارا ثقافيا لمصر فى ألمانيا والنمسا. 

لقد سبق وقلت: إذا كان القلب هو المسئول عن إمداد الجسم بالدم اللازم لبقائه وصحته، فإن الإدارة هى العضو المسئول عن تحقيق نجاح المؤسسات والهيئات والوزارات والدول، ومايسترو الحضارة د.أحمد غنيم هو القلب الذى يدير تلك المنظومة ويضخ الدماء فيها مع زملائه بهذا النجاح والتميز.