فقهاء الأمة l الشيخ محمد عبده.. إمام الإصلاح والتجديد

الشيخ محمد عبده
الشيخ محمد عبده

لم يكن شيخا للأزهر الشريف،  ولكن اسمه ارتبط بلقب الإمام،  لما له من مكانة السبق والتقديم فى علوم الدين والتجديد فيها والدعوة الدائمة للاصلاح .. انه الشيخ الامام والاستاذ محمد عبده المفتى الثانى للديار المصرية

ولد محمد عبده فى الاول من يناير عام 1849،  لأب تركمانى الأصل، وأم مصرية تنتمى إلى قبيلة بنى عدى العربية، ونشأ فى قرية محلة نصر بمحافظة البحيرة قام والده بإرساله إلى كتاب القرية حيث تلقى دروسه الأولى، ثم بعد ذلك وفى سن الخامسة عشر تقريباً، التحق بالجامع الأحمدى - جامع السيد البدوى بطنطا، حيث تلقى علوم الفقه واللغة العربية كما حفظ القرآن وجوده، انتقل بعد ذلك الشيخ محمد عبده إلى الدراسة فى الأزهر الشريف وذلك فى عام 1865، وتلقى فى هذه الجامعة العلمية والدينية القيمة علومه المختلفة فدرس الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والبلاغة، وغير ذلك من العلوم الشرعية واللغوية، استمر فى الدراسة فى الأزهر حتى حصل على شهادة العالمية منه عام 1877

حاول محمد عبده الانفتاح على العلوم الأخرى والتى لم يكن الأزهر يهتم بتدريسها فى هذا الوقت ووجد ضالته فى بعض الشخصيات التى أثرت فى حياته بشكل فعلى منهم الشيخ درويش خضر والذى كان يقدم له النصح دائماً ويوجهه للطريق السليم ويحثه على ضرورة التعرف على مختلف العلوم الأخرى بجانب العلوم الشرعية والفقهية،  وبعد ذلك تعرف محمد عبده على الشيخ حسن الطويل الذى كان على دراية بعدد من العلوم مثل الرياضيات والفلسفة وتلقى على يديه عددا من الدروس، ثم يأتى دور السيد جمال الدين الحسينى (الأفغاني) فى حياة محمد عبده وتنشأ بين الاثنين صداقة قوية مبعثها الدعوة للإصلاح.

قام رياض باشا (رئيس النظار فى عهد الخديوى توفيق) بتعيين الإمام محمد عبده فى جريدة الوقائع المصرية وهى الجريدة التى قام رياض باشا بإجراء بعض الإصلاحات عليها وضم بها عدداً من الشخصيات البارزة للعمل فيها مثل سعد زغلول، محمد خليل والشيخ محمد عبده، حيث قام محمد عبده بمهمة التحرير والكتابة فى القسم الخاص بالمقالات الإصلاحية الأدبية والاجتماعية 

صدر العفو عن محمد عبده بعد ست سنوات قضاها فى المنفى، فعاد إلى مصر وعين قاضياً أهلياً فى محكمة بنها، ثم فى محكمة الزقازيق،  وعابدين ثم مستشاراً فى محكمة الاستئناف.

مفتى الديار المصرية

فى 3 يونيو 1899 صدر مرسوم خديوى وقعه الخديو عباس حلمى بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية،  وظل مفتيا مستقلا للديار المصرية حتى وفاته عام 1905.

من فتاويه

عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالى والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالى والاقتصادي

ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905

قام محمد عبده بكتابة وتأليف وشرح عدد من الكتب نذكر منها «رسالة التوحيد»، تحقيق وشرح «البصائر القصيرية للطوسي»، تحقيق وشرح «دلائل الإعجاز» و«أسرار البلاغة» للجرجاني، تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899م.

أقرأ أيضا l «البحوث الإسلامية» يعلن عن فتح باب الترشح لجوائز تكريم علماء الأزهر