كلمة «إزالة» كتبت على مقبرة عميد الأدب العربي الدكاترة طه حسين، بمنطقة التونسي في العاصمة ، فأعادته للحياة مرة أخرى، كأحد أبرز رموز التنوير وتجديد الفكر والثقافة فى مصر والعالم العربي، وأحد رموز الفكر العالمي، والتي كانت بمثابة صرخة للعودة إلى التاريخ، والبحث في كنوز مغمورة تركها عميد الأدب العربي، أديباً ومفكراً، الذي ملأ الدنيا صخبا بمعارك أدبية مع عملاقة الفكر والأدب، فكان عَلَمًا من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة.
وعلى الفور بعد انتشار لافتة إزالة ، على مقبرة عميد الأدب العربي وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعدم المساس بأي مناطق أثرية أو مقابر لشخصيات عامة ، خلال تنفيذ مشاريع الطرق والمحاور في البلاد، وذلك تعليقا على أزمة ضريح عميد الأدب العربي طه حسين.
وقد انتشرت صورة لمقبرة مكتوب عليها كلمة «إزالة»، قال رواد مواقع التواصل الاجتماعي إنها تمهيد لإزالتها والمقابر المجاورة لها لإنشاء محاور مرور جديدة في القاهرة.
وقد أكد الرئيس السيسي إنه لا يمكن أبدا المساس بأي مناطق فيها مقابر لشخصيات نقدرها ونحترمها أو مناطق أثرية،
وقال إذا تواجدت مقابر أو مناطق أثرية في خط سير العمل، نعالج ونتلافى ذلك بإنشاء جسور؛ للحفاظ على تلك المقابر والمناطق الأثرية.
وقد نفت محافظة القاهرة في بيان سابق نيتها إزالة مقبرة طه حسين، لكنها قامت فعلا بإزالة عقارات محيطة وعوضت ملاكها.
ويعد الدكتور طه حسين من أعمدة الفكر والثقافة المصرية والعربية، ورجعا مهما فى الأ>ب العربي، وقد كرِّس طه حسين معظم مؤلفاته وأعمالَه الأدبية والفكرية للتحرُّر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية القيِّمة؛ عربيةً ومصريةً. وبطبيعة الحال، اصطدمت تجديديةُ أطروحاته وحداثيتُها ببعضِ الأفكار السائدة، فحصدت كبرى مُؤلَّفاته النصيبَ الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حدِّ رفع الدعاوى القضائية ضده. وعلى الرغم من ذلك، يبقى في الذاكرة: «في الأدب الجاهلي»، و«مستقبل الثقافة في مصر»، والعديد من عيون الكتب والروايات، فضلًا عن رائعته «الأيام» التي روى فيها سيرته الذاتية.
وامتلَكَ عميد الأدب العربي بَصِيرةً نافذة وإنْ حُرِم البصر، وقاد مشروعًا فكريًّا شاملًا، استحقَّ به لقبَ «عميد الأدب العربي»، وتحمَّل في سبيله النقد والمُصادَرة.
اقرأ أيضا | محافظة القاهرة: مقبرة طه حسين قائمة وسيتم الارتقاء بالمنطقة المحيطة| فيديو
