ملكة لم تحلم بالعرش.. الصدفة التي غيرت حياة الملكة اليزابيث

الملكة إليزابيث الثانية
الملكة إليزابيث الثانية

لم يكن من المتوقع أن تتولى الملكة اليزابيث الثانية عرش بريطانيا في يوم من الأيام. فقبل عام 1936، وهو العام الذي توفي فيه الملك جورج الخامس، كان ابنه، إدوارد الثامن هو الثاني في ترتيب العرش، وظل الأمر كذلك حتى وفاته.

إلا إنه بعد إعلان وفاة الملك جورج، كان الملك إدوارد قد خطط لحياته بشكل مختلف تمامًا عن حياة العائلة الملكية، وقرر الزواج من واليس سمبسون، وهي امرأة أمريكية من ولاية بنسلفانيا، تزوجت قبل الملك مرتين.

من أجل تحقيق ذلك الهدف، قرر الملك إدوارد التخلي عن منصبه الجديد كملك لبريطانيا، ليذهب العرش إلى شقيقه الملك جورج السادس، والد الملكة اليزابيث، مما وضع اليزابيث – بشكل مفاجئ- في الترتيب الثاني لتولي عرش بريطانيا، وهو الأمر الذي لم تخطط له يومًا.

ويقول عالم التاريخ البريطاني روبرت لايسي، إن الملكة عندما عرفت أنها أصبحت الثانية في تولي العرش، وقد كانت صغيرة في العمر في ذلك الوقت، كانت تصلي بشكل دائم وتطلب من الله أن يرزقها بشقيق ذكر ليسبقها في ترتيب تولي حكم بريطانيا لأنها في الحقيقة لم تكن تريد تولي هذه المسئولية.

كان هذا التحول الكبير مفاجئا في حياة اليزابيث وفقًا للايسي، وبدأت منذ تلك اللحظة خطط إعدادها لكي تصبح ملكة بريطانيا القادمة، فدرست الدستور البريطاني بجامعة التون، وأصبحت أول امرأة من العائلة الملكية تنضم للجيش البريطاني وهي في عمر 18 عاما.

ونقل تقرير نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية تصريحات جين ديسمور وهي مؤرخة للتاريخ البريطاني، حيث قالت إن الحرب العالمية الثانية كشفت للشعب البريطاني جزءًا جديدًا من شخصية الملكة للبريطانيين.
وتابعت: "كانت تبدو كبريطانية عادية جدًا.. وكأنها من الشعب البريطاني وليست ملكة عليهم، وهو ما قربها من البريطانيين وعزز علاقتهم بها."

كان قصر باكنجهام، قد أعلن منذ قليل اليوم الخميس، رسميا وفاة المكلة إليزابيث الثانية، اليوم الخميس 8 سبتمبر، عن عمر يناهز الـ 96 عاما، بعد أن قضت أطول فترة حكم للمملكة المتحدة، منذ تتويجها عام ١٩٥٣.

قضت الملكة إليزابيث اطول فترة حكم للمملكه المتحدة، منذ تتويجها عام ١٩٥٣حتي الأن.

لم تكن إليزابيث اليكسندا ماري ولية العهد المتوقعة، لذالك استطاعت الملكة إليزابيث الثانية الاستمتاع بعقد حياتها الأول بكل الفخر بكونها من سلالةٍ ملكية دون الضغوطات المرافقة لكونها وليةً للعهد.

أقرا أيضا وفاة الملكة إليزابيث عن عمر ناهز 96 عاما

قسّما  ولديها وقتهما بين منزلٍ في لندن ورويال لودج، ومنزل العائلة في أراضي ويندسور جريت بارك.

تلقت الملكة إليزابيث الثانية ، تعليمها وشقيقتها مارجريت في المنزل على يد معلمين، وقد تلقيتا مناهج أكاديمية تضمنت اللغة الفرنسية والرياضيات والتاريخ، إضافةً إلى الرقص والغناء ودروس في الفن.

تغير خط حياتها بعد وفاة جدها جورج الخامس عام ١٩٣٦، والتي كانت مقربة منه، وأصبح عمها إدوارد الثامن ملك انجلترا، ولكنه تخلي عن العرش بسبب علاقته العاطفية مع فتاة الأمريكية واليس سيمبسون، ومن ذلك الحين اصبح والد إليزابيث جورج السادس هو ملك بريطانيا.

أقرا أيضا نقل جثمان الملكة إليزابيث من اسكتلندا إلى لندن

وتحولت حياة الملكة إليزابيث الثانية ولية العهد المنتظرة إلي محطات بدأت من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وظهرت شخصية إليزابيث القيادية بعد خطابها بعد إجلاء الموطنين من بيوتهم بسبب الحرب وكانت تطمئن الشعب، وأظهرت شخصيتها الهادئة الثابتة في قولها الشهير:"في النهاية، سيكون كل شيء جيدًا، لأن العناية الإلهية ستدركنا وتمنحنا النصر والسلام".

وبدأت الملكة إليزابيث الثانية بعد ذلك الحديث في عدة مناسباتٍ عامة. وقد عُين والدها الكولونيل جرينادير غارد قائدًا للجيش، وظهرت للمرة الأولى علنًا وهي تستعرض القوات البريطانية عام 1942. كما بدأت بمرافقة والديها في الزيارات الرسمية التي يقومان بها داخل بريطانيا.

أقرا أيضا خطة إعلان وفاة الملكة إليزابيث الثانية وموعد تسلم الأمير تشارلز للعرش

ومن بعدها تقدمت الملكة إليزابيث الثانية خطوة جديدة في انضمها إلى الخدمة الإقليمية الاحتياطية للمساعدة في المجهود الحربي عام ١٩٤٥. 

وقد  أصبحت سائقه خبيرة وميكانيكية،جنبًا إلى جنب مع نساء بريطانيات أخريات. 

وعلى الرغم من أن عملها التطوعي استمر لعدة أشهرٍ فقط، إلاّ أنّه قدم لها لمحةً عن عالمٍ غير ملكي ومختلف. كما حصلت على تجربةٍ حية خارج الملكية حين سُمح لها وشقيقتها مارغريت بالاختلاط مجهولتين بالجماهير في يوم النصر الذي احتفلت به أوروبا.