التقويم المصري القديم يعد الأقدم في تاريخ البشرية 

التقويم المصري القديم
التقويم المصري القديم

خطأ تاريخي ومحاولة تفسيره .. يوافق رأس السنة المصرية القديمة حالياً يوم 11 سبتمبر، وهو الأول من شهر "تحوت" أو "توت" في التقويم المصري القديم، حيث يعرف هذا اليوم باسم "عيد النيروز" لدى الأقباط، وكان يعرف قديماً بـ عيد "وبت رنبت"   ومعناه افتتاح السنة أي بداية العام الجديد، وهناك خطأ تاريخي في تحديد يوم الاحتفال بهذا العيد وبداية السنة الزراعية المصرية القديمة، حيث أنه من خلال التقاويم المتبقية لدينا والمسجلة على الكثير من الأماكن مثل تقويم الكرنك في الأسرة الثامنة عشرة وغيرها من التقاويم الأخرى.

يتضح أن الاحتفال بعيد افتتاح السنة يوافق 17 يوليو من كل عام، وليس 11 سبتمبر كما يتم الاحتفال به حالياً، كما ذكره الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة.

وأوضح مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة، هذا الأمر : وطبقاً لعلماء الفلك اتضح أن دورة المجموعة الشمسية في المجرة تأخذ ما يقارب عشرة ألاف عام، ومع مرور الوقت أدت حركة المجموعة الشمسية إلى تحرك موضع نجم الشعري اليمانية الذي من خلاله تم تحديد بداية السنة الزراعية، وبذلك تم تغيير تاريخ ظهور النجم في السماء الذي تحرك تدريجياً من  17 يوليو إلى 11 سبتمبر، وبذلك تغير موعد الاحتفال برأس السنة وعيد النيروز من شهر 7 إلي شهر 9.

اقرأ أيضا| حكايات | جزيرة النباتات بأسوان.. متحف طبيعي «لا مثيل لها»

التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية :

اتفقت جميع الدراسات العلمية سواء كانت فلكية أو أثرية أن المصريين القدماء هم أول من قاموا بحساب طول السنة الشمسية عن طريق رصد ما يسمى بظاهرة الشروق الاحترافي لنجم الشعري اليمانية وعرفوا أن طول السنة 365,25 يوم وسمى بالتقويم المصري القديم الذي بدأ منذ 6262 عاما وينسب إلى "توت" رب الحكمة والكتابة في عقيدة المصريين القدماء الذي توصّل إلى أول حساب للأيام عرفه الإنسان، وللاحتفال ببداية السنة القبطية فسيكون في 11 سبتمبر من كل عام لو كانت السنة بسيطة و12 سبتمبر لو كانت كبيسة كما هو متبع في تقويم الشهداء حتى الآن.

السنة القبطية أو المصرية القديمة :

وأضاف الدكتور محمود حامد الحصري، أن السنة القبطية أو المصرية القديمة تسمي (رنبت) وهي سنة شمسية فيها 365 يوما، تزيد يوما واحدا كل أربع سنوات، فى السنة الكبيسة، وهى ثلاثة عشر شهرا، 12 منها ثلاثون يوما، والأخير شهر صغير يسمى (أيام النسيء)، وهو خمسة أيام في السنة البسيطة، وستة في الكبيسة، وغُرة السنة يسميها الأقباط يوم النيروز، ومعناها (يوم الاحتفال)، ويوم النيروز هو 11 من سبتمبر، وظلوا هكذا إلى عهد الإمبراطور الروماني «دقلديانوس» الذي بدأ الحكم سنة 284م.
 
خطأ شائعاً أن أصل كلمة نيروز فارسية :

عيد النيروز ورأس للسنة التوتية؟ (أي بداية شهر توت أو تحوت) هناك خطأ شائع أن أصل كلمة نيروز فارسية والحقيقة أن أصلها مأخوذ من الكلمة المصرية القديمة “نى يارو” والتي تعنى عيد الأنهار وذلك لأن ذلك الوقت من السنة هو ميعاد وقت الفيضان ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السين تبعا للغتهم فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز كالفرس.

التقويم القمري والشمسي : 

التقويم القمري هو تقويم يعتمد على دورات القمر الكاملة كأساس لحساب الأشهر، حيث تكون كل 12 دورة سنة قمرية، على عكس التقاويم الشمسية، التي تعتمد دوراتها السنوية بشكل مباشر فقط على السنة الشمسية. 

وكان للمصريين القدماء العديد من نظم التقاويم التي عملوا بها لتمييز حالة مضى ومرور الزمن، وقد استخدموا ثلاثة طرق أساسية لذلك التقسيم وهى التقويم القمري, التقويم الشمسي، التقويم المدني, ومثلما يحدث الآن ( أو بمعنى أدق العكس صحيح) فقد قسموا السنة الشمسية إلى إثنى عشر شهراً كل شهر منها ثلاثون يوماً ثم ثلاثة أسابيع كل منها عشرة أيام تسعة أيام عمل ويوم للراحة، كما قاموا بتقسيم الوقت إلى 24 ساعة اثنتى عشر ساعة منها لليل ومثلها للنهار. 

السنة الكبيسة والبسيطة : 

السنة الكبيسة هي سنة عدد أيامها 366 يوماً مع العلم أن السنة البسيطة عدد أيامها 365 يوما ولكن لأن الأرض تستغرق في دورتها حول الشمس 365 يوما وربع اليوم فقد تقرر جمع هذه الأرباع وإضافتها في السنة الرابعة لكي يتناسب التقويم مع الدورة الفلكية.

فصول السنة المصرية القديمة وارتباطها بالزراعة وحياة المصريين القدماء :

لاحظ أجدادنا المصريين ظهور نجم الشعري اليمانية (سبدت) في مواعيد محددة مرة كل عام، وذلك مع وصول مياه الفيضان إلى مصر وبدء الدورة الزراعية التي تعتمد عليها حياتهم اعتمادا أساسياً، ولذلك فقد قسموا السنة رنبت إلى ثلاثة فصول ارتبطت بالدورة الزراعية التي اعتمدت عليها حياتهم بالكامل وهي: 

 1- فصل الفيضان : وينطق باللغة المصرية “آخت”، وفيه يفيض النيل ، وهو يبدأ من شهر يوليو حتى أكتوبر.

 2- فصل البرد/الشتاء : وينطق قريب من اللفظ الحالي "برت"، وفيه بذر البذور وبداية الزرع، ويبدأ في شهر نوفمبر .

 3- فصل الصيف : وينطق "شمو" ومنه (شم النسيم) أي نسمة الصيف, وفيه الحصاد، الذي يبدأ في شهر مارس.