جلال عارف يكتب: لكن «تاتشر» لن تعود!!

جلال عارف
جلال عارف

أصبحت «ليز تراس» ثالث سيدة ترأس الحكومة البريطانية بعد «مارجريت تاتشر» و«اليزابيت ماى».. ولا شك أنها تأمل فى نهاية سياسية أفضل من «تاتشر» و«ماى» اللتين أجبرهما الحزب على الاستقالة كما حدث مع «بوريس جونسون» الذى سلم بالأمس مقاليد حكم بريطانيا إلى القادمة الجديدة «ليز تراس» وإن كان جونسون قد ترك الباب مفتوحا أمام عودته للسياسة!!

فازت «تراس» بعد منافسات داخلية فى حزب المحافظين استمرت ما يقرب من شهرين بعد ارغام جونسون على الاستقالة. تخطت «تراس» فى الجولة الأخيرة منافسها «ريش سوناك» وزير المالية السابق الذى كانت استقالته سببا رئيسيا فى الاطاحة بجونسون.

وكان واضحا أن قيادة حزب المحافظين تدعم فى الجولة النهائية «ليز تراس».. ربما لأن فوزها يعنى استمرار سياسات «جونسون» الذى مازال صاحب نفوذ كبير على جماهير الحزب. وربما لأن قيادات الحزب تدرك أن قطاعا لا بأس به من كوادر الحزب مازالت تؤمن بــ «بريطانيا البيضاء» وتتحفظ على أن يكون «سوناك» بأصوله الهندية زعيما لبريطانيا!

مهمة «تراس» فى الحكم لن تكون سهلة فى ظل ظروف اقتصادية صعبة وأزمة معيشة وغلاء أسعار تحتاج لعلاج سريع، ومع تراجع شعبية حزبها لصالح المنافس الأكبر حزب العمال، ومع انقسام واضح داخل حزبها يعكس فوزها بنسبة ٥٧٪ فقط مقابل ٤٣٪ لمنافسها «سوناك».. لكن طموحها كبير وتجربتها السياسية جيدة رغم أنها مازالت فى السابعة والاربعين من عمرها. وإن كانت هذه التجربة تثير أيضا المخاوف بسبب قدرة «تراس» على تغيير مواقفها!!

تراس التى بدأت حياتها السياسية مثل عائلتها على يسار حزب العمال، سرعان ما انتقلت إلى الحزب الديموقراطى الليبرالى، ثم إلى «المحافظين» الذى أوصلها اليوم لرئاسة الحكومة وتسلم مقاليد الحكم بعد مقابلة الملكة اليزابيث وهى التى طالبت فى أيام الشباب بالغاء الملكية!!

تحلم تراس بأن تكون «تاتشر» الثانية، وتعرف بالتأكيد كيف تتجنب أخطاء «جونسون» التى أسقطته.. لكنها تحتاج لأكثر من ذلك لكى تعبر ببريطانيا الأيام الصعبة التى تعيشها!! وربما يكون أهم ما تحتاجه هو اليقين بأن تاتشر لن تعود.. ولا ينبغى لها ذلك!!