«شبرا بلولة».. برائحة الياسمين

حكاية القرية التى وضعت مصر على رأس الدول المصدرة للنباتات العطرية

تصنيع عجينة الياسمين والزيوت العطرية فى أحد مصانع القرية
تصنيع عجينة الياسمين والزيوت العطرية فى أحد مصانع القرية

«شبرا بلولة» قرية صغيرة تابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وصلت شهرتها للعالمية، القرية أصبحت المورد الأكبر إلى دول اوروبا وامريكا لتميزها بزراعة وتصدير أغلى خامات العطور فى العالم.

اشتهرت القرية بكونها مصدرا للرائحة العطرة، على أرضها يزهر الريحان واللارنج والياسمين، وهو ما جعلها تضع مصر على رأس الدول المصدرة للمادة الخام للزيوت والأعشاب المجففة وأعشاب العجينة التى تستخدم فى صناعة أنواع عدة من العطور العالمية لما تتميز بها من جودة منتج متفرد عن غيره.


د. خالد أبوشادى وكيل وزارة الزراعة بالغربية ، قال إن القرية تشتهر بزراعة النباتات العطرية، يوجد بها مصنعان كبيران، بالإضافة إلى وحدات استخلاص تابعة لشباب القرية والأهالي، بهدف إنتاج واستخلاص الزيوت العطرية، خاصة عجينة الياسمين وزيت اللارنج (النارنج) مضيفا أن شبرا بلولة تتميز بطبيعة أرضها، وجوها من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة التى تلائم زراعة الياسمين، مما جعلها تصدر بمفردها نحو 50% من الإنتاج العالمى للزيوت العطرية والطبية، وذلك وفقا لما أعلنه الاتحاد الدولى لتجارة الزيوت العطرية.


وأضاف أشرف الشبراوى صاحب أحد مصانع إنتاج العطور بالقرية، أن زراعة الياسمين أهم ما يميز القرية، وهو ما وضع مصر فى المراكز المتقدمة فى صناعة عجينة الياسمين والزيوت العطرية الناتجة عن أزهار البنفسج واللارنج واليوسفى والريحان والتى تقوم بتصديرها للدول الأوروبية ومن هذه الدول فرنسا، مؤكدا أن السوق المحلى ليس جاذبا لهذه الصناعة لاعتماده على العطور المستخدم فيها المواد الكيماوية.وعن مراحل صناعة عجينة الياسمين واستخلاص الزيت الخاص بها قال إن البداية تكون عند استلام أزهار الياسمين من الفلاحين ووزنها وبعدها تدخل الأزهار على أوانٍ نحاسية ليوضع عليها غاز الهيكسان، والذى يعمل على فصل الزهرة عن الزيت بمساعدة البخار، ومنها يتم تحويله لجهازين آخرين يعملان على استخلاص الزيت الناتج من الزهرة وفصله تماما عن الهيكسان، وأخيرا يدخل الزيت للمعمل لإنتاج عجينة زيت الأبسليوت الخاص بها وأخيرا تأتى مرحلة المعمل الكيميائى والتى يتم فيها تحليل المنتج للتأكد من جودته.


وطالب محمد السيد مزارع، بتدخل الدولة لمساندة مزارعى الياسمين، مؤكدا أن تكلفة زراعة الفدان الواحد تصل إلى اكثر من 40 ألف جنيه سنويًّا وربما تزيد، علمًا بأن الطن من زهور الياسمين يعطى ما بين 2.5 إلى 3 كيلو من عجينة الياسمين، بينما الطن من زهور اللارنج «النارنج» يعطى ما بين 1.3 و1.7 كيلو زيت لارنج، حيث يتم تصدير الكيلو جرام الواحد بآلاف الدولارات.. وطالب الفلاحون بضرورة قيام الدولة بإنشاء مصنع كبير بمدينة «قطور» ليس فقط لاستخلاص عجينة الياسمين والزيوت العطرية والطبية، وإنما لتصنيع العطور أيضًا، وتصديرها كمنتجات نهائية، وليست مواد خام، الأمر الذى يوفر للدولة الكثير من العملة الصعبة إلى جانب توفير فرص عمل لآلاف الشباب وتحقيق أرباح للفلاحين البسطاء.