كرم جبر يكتب: استهداف مصر.. لماذا؟

كرم جبر
كرم جبر

«150 تقريراً سلبياً عن الاقتصاد المصرى فى الفترة الأخيرة، بمعدل تقرير كل يوم أو اثنين».. هكذا صرح وزير المالية، تعقيباً على الاستهداف المنظم الذى تقوده جماعات مشبوهة ضد مصر.

أشهر تقارير الإساءة الشائعات التى تستهدف الدولار، وأنه من الضرورى خفض قيمة الجنيه مجدداً، دون النظر للظروف العالمية السائدة التى جعلت الدولار يحقق أكبر مكاسب فى تاريخه فى مواجهة سائر العملات العالمية وليس الجنيه المصرى فقط.

وتؤكد المؤشرات قدرة الاقتصاد المصرى على كبح جماح الارتفاع الجنونى الذى يحدث للدولار عالمياً، ومن لا يصدق ينظر لسعر اليورو الذى كان يزيد عن الدولار بنسبة 20%، والآن ارتفع سعر الدولار فى مواجهة اليورو، بشكل غير مسبوق.

مصر ليست مثل الدول التى حاصرتها المشاكل والأزمات فأشهرت إفلاسها، لأن لديها قاعدة اقتصادية قوية وصلبة وثابتة، وتستطيع الصمود فى وجه التحديات، ويدعمها إصلاحات اقتصادية كبيرة حدثت على أرض الواقع، وليست اقتصاداً هشاً يمكن أن ينهار بين يوم وليلة.

وأهم من الاستدانة هى القدرة على تسديد الديون بأقساطها وفوائدها فى مواعيدها، من الممكن أن تستدين مليار دولار - مثلاً - وتكون قادراً على سداده، أو أن تستدين مائة مليون وتكون عاجزاً عن سدادها.

الديون فى حد الأمان - وهذا ليس كلاماً وردياً - والدليل هو سداد كل المستحقات فى مواعيدها دون تأخير، ولا يمكن إخفاء ذلك لأن مؤسسات التمويل الدولية تمتلك كل الحقائق والمعلومات ولم تنشأ أية مشكلات فى هذا الشأن.

أمريكا لأول مرة تلجأ لسلاح زيادة الفوائد، لجذب الاستثمارات الدولية إلى مؤسساتها المالية، وتأثرت مصر بذلك بجانب عوامل أخرى دولية كثيرة، وخرج منها قرابة 22 مليار دولار حتى شهر ديسمبر الماضي، ورغم ذلك حافظت على الحد الآمن للنقد الأجنبى بالبنك المركزي، وتقوم بتدبير كافة الاحتياجات الاستيرادية.

فى بعض الأحيان يكون اللجوء إلى «نظرية المؤامرة» مفيداً للإجابة عن سؤال: إذا كانت كل دول العالم غنية وفقيرة تعانى بشدة فلماذا استهداف مصر وحدها؟
فى التفسير السياسى نقول أن كثيرا من القوى الدولية لا يروق لها أن تكون مصر مستقلة فى قرارها السياسي، وترفض الاستقطاب والانحياز ولا تتدخل فى شئون الغير، ولا يمكن استخدامها كمخلب قط ضد الآخرين، واستقلال القرار السياسى له ثمن «وهذا أمر يطول شرحه».

وفى التفسير الاقتصادي: لا يروق لكثيرين الإنجازات التى تحدث بهذه السرعة، بينما تتعثر دول ومؤسسات تسيطر على الاحتكارات الاقتصادية الدولية «وهذا أمر يطول شرحه».

وفى تفسيرات أخرى: كان مقدراً لمنطقة الشرق الأوسط وفى صدارتها مصر أن تغرق لعشرات السنين فى حروب دينية طائفية على غرار الحرب الدينية فى أوروبا، ولكن مصر خرجت من «حزام النار»، وأصبحت تجربتها حلماً للشعوب الحالمة بالاستقرار «وهذا أيضاً أمر يطول شرحه».
الأهم: أن نحافظ على وطننا، فلا أرض لنا إلا أرضه ولا سماء لنا إلا سماءه.