جلال عارف يكتب: كبدة و حواوشى ومحليات.. أين الفساد؟!

جلال عارف
جلال عارف

محل كبدة شهير فى  إمبابة تم إغلاقه مع عدد آخر من المحلات المخالفة فى حملة لأجهزة المحافظة لإزالة التعديات.. الرجل لم ينكر المخالفات لكنه يبررها بالتأكيد على أنه: بقالى 30 سنة بحتل الشارع، المخالفات يصلحوها، لكن ليه يغلقوا المحل؟!

هذا التبرير من صاحب محل الكبدة يوضح بعض الجوانب المهمة فى فوضى الشارع التى نعانى منها.. هناك أكثر من 30 سنة من فساد المحليات الذى تسبب فى هذه الفوضى كما تسبب فى غيرها بدءا من المخالفات البسيطة وحتى كوارث البناء المخالف.. وهناك أيضا ـ على الجانب الآخر ـ  يقين ممن يرتكبون المخالفات بأنواعها أن ثمن الخروج على القانون بسيط، وأن الجدية غائبة فى المحاسبة، وأن الأمر ـ فى حالة مثل حالة محل الكبدة ـ لن تتجاوز محضر مخالفة ومصادرة بعض الكراسى لزوم تقفيل المحضر  لتعود الاوضاع بعدها الى ما كانت عليه ـ وتستمر «اللعبة» باتفاق كل الأطراف!!

السؤال الحقيقى هنا هو: هل نحن أمام حلقة جديدة من مسلسل مستهلك ـ أم أننا أمام مواجهة حقيقية لظاهرة الفوضى فى الشارع المصرى؟.. إذا كنا جادين فى المواجهة، فأول ما نحتاجه هو أن يدرك الجميع أن من يخالف القانون لن يفلت من الحساب الذى لن يتأخر لأى سبب، وأن من يساعد على ذلك فى المحليات أو غيرها سينال نفس العقاب.

بالنسبة للمحليات.. ليست هناك قضية أكبر من القضاء على فوضى الشارع، واستعادة الوعى بأهمية النظافة والأمران مرتبطان ويحتاجان لحملة قومية تشارك فيها كل المؤسسات، لا يكفى مطلقاً أن تصحو الأجهزة المسئولة فتضبط بعض المطاعم المخالفة ثم تستريح طويلاً!! ولا يكفى أن ننصح الناس بنظافة الايدى بسبب «كورونا» بينما مشكلة الزبالة مازالت تحتاج لحل حاسم.

ثلاثون أو أربعون عاماً من فساد المحليات لاتبرر استمرار الفوضى فى الشارع، بل تفرض المواجهة التى لا ينبغى أن تتوقف، الامر يبدأ بمقاهى ومطاعم كبدة وحواوشى تحتل الارصفة والشوارع، وتنتهى بأبراج سكنية بلا تراخيص.. وبانتصار العشوائية، والفوضى فى كل مكان!!