ضمن مبادرة «حياة كريمة»..

«الثقافة» تعيد لمصر وجهها الحضاري بقوافلها بـ 20 محافظة

قوافل ثقافية وفنية
قوافل ثقافية وفنية

بح صوتنا، وصوت غيرنا، على مدار سنوات مضت حول ضرورة مواجهة المشكلات التي تنغص حياتنا، والتحديات التي نعاني منها ، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بحشد قوى الجماهير التي تأثرت بالحملات الموجهة من قبل أعداء مصر، والمخدوعين من أبنائها، تأثرا بالغا خلال الخمسين سنة الماضية، وفي مقدمة هذه القوى المراد حشدها ما يعرف بـ ( الثقافة الجماهيرية) التي تحدد مواقف القطاع الأكبر من هذا الشعب تجاه هذه المشكلات وإزاء هذه التحديات .


ولاشك أن هذه الثقافة الجماهيرية، المطلوب حشدها وتوجيهها للتعامل مع هذه المشكلات والتحديات بالشكل الصحيح، وبالسرعة المناسبة، والفاعلية اللازمة، يفترض أن تساعد على تشكيلها وزارات وهيئات ومؤسسات بعينها منها وزارات الثقافة والتعليم والشباب والرياضة والأوقاف والكنيسة والإعلام والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني، وما إلى ذلك من الجهات المنوط بها الاتصال بالجماهير، بشكل مباشر وعلى مدار الساعة.


بعض هذه الوزارات والهيئات والمؤسسات قد تنبهت لهذه المهمة الخطيرة التي قد يتوقف عليها حاضر ومستقبل هذا البلد، وفي مقدمتها وزارة الثقافة حيث بادرت بتنفيذ المهمة بالاشتراك مع وزارة التعليم والشباب والرياضة وغيرها، فقامت بتنظيم العديد من القوافل الثقافية والفنية والتوعوية المكثفة، تجوب قرى المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، التي آلت على نفسها الإشراف والإنفاق على هذه القوافل في حوالي 14 محافظة هذا العام، بالإضافة إلى 6 محافظات أخرى استهدفتها القوافل خلال العام الماضي، لنشر الثقافة المحترمة والفن الراقي وتوعية الجماهير بملابسات وأبعاد الكثير من المشكلات التي يواجهونها واكتشاف المواهب في المجالات المختلفة، مما لاقى تفاعلا منقطع النظير من جماهير هذه القرى، وهو مايؤكد أن المخزون الحضاري لهذا الشعب لم يكن ينقصه سوى إزاحة التشوهات التي لحقت به خلال العقود الماضية ليظهر وجه مصر المشرق، ولتستعيد هويتها التي ظن البعض أنه تم القضاء عليها، لاسمح الله .


وقد عايش الكاتب الصحفي محمد هزاع نائب رئيس تحرير الجمهورية، تفاصيل هذه التجربة الملهمة في شبين القناطر محافظة القليوبية يومًا بيوم، على مدار نحو أسبوعين، خلال النصف الثاني من أغسطس، وقد كان ما تم إنجازه مبهرًا فعلا، دون أدني مبالغة.


ففي مركز شباب مدينة شبين القناطر، وقرى طحانوب، والأحراز، وكفر شبين، والمريج، ومنية شبين، أقيمت 13 ليلة ثقافية وفنية رائعة قدم خلالها ورش حرفية لأحياء التراث الشعبي، وتعليم بعض الأهالي ما يساعدهم على اكتساب لقمة عيش حلال بما ينتجونه بأقل الامكانيات المتاحة ، بالأضافة لتقديم عروضالفرق الفنية التابعة لقصورالثقافة، ومحاضرات توعوية، وندوات ثقافية، وأمسيات شعرية، شارك فيها مثقفو ومفكرو وكتاب وأدباء وشعراء القليوبية وشبين القناطر، وحضرها وتفاعل معها وشارك فيها الآلاف من الأهالي كبارا وشبابا وصغارا .


ولأن التجربة ثرية جدًا، وملهمة جدًا، لا يسعنا إلا أن نتوجه بخالص العرفان والتقدير والشكر والتحية لكل من اتخذ القرار وخطط وأشرف وقام على تنفيذ هذه الفعاليات ونخص بالذكر الناقدة الكبيرة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والمخرج القدير هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصورالثقافة، والدكتورة حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والمبدع أحمد يسري مديرعام الأدارة العامة للشباب والعمال، والدكتور حمدي سعيد مدير عام الإدارة العامة لثقافة القرية، وقائد المسيرة الثقافية بالقليوبية الفنان الرائع ياسر فريد رئيس فرع ثقافة القليوبية, ومؤمنة نصار مدير قصر ثقافة شبين القناطر، وكريم هزاع المنسق العام للفعاليات بشبين القناطر .


 وكذلك للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمود الصبروط وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، والدكتور شاكر محمد سليمان مدير إدارة الشباب والرياضة بشبين القناطر، والكابتن على عبد الخالق الطناني مدير مركز شباب شبين القناطر.


وأيضًا للدكتور رضا حجازي وزير التعليم، اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، والدكتورياسر محمود وكيل وزارة التعليم بالقليوبية، والمربي الفاضل عادل داوود مدير الإدارة التعليمية بشبين القناطر، الذي فتح المدارس للقوافل وبذل مجهودا مقدرا لتوفير كل الاحتياجات اللازمة لإنجاح الفعاليات، وتذليل كل العقبات، وتابع الفعاليات في مدارس شبين القناطر يوما بيوم وساعة بساعة، والمربية الفاضلة نجلاء الغزولي وكيل الإدارة التعليمية بشبين القناطر، والمربية الفاضلة هدى العربي منسقة مؤسسة حياة كريمة بالإدارة التعليمية بشبين القناطر والتي بذلت مجهودا فوق العادة لإنجاح الفعاليات, وللمربي الفاضل طلعت عبد الله النحال مدير مدرسة طحانوب الثانوية، والمربية الفاضلة نجاة حسن على سالمان مديرة مجمع الأحراز الإبتدائي، والمربية الفاضلة خلود محمد أبو كريمة مديرة مدرسة كفر شبين الإعدادية بنات، والمربي الفاضل عبد الباقي صديق العزالي مدير مدرسة المريج الأعدادية المشتركة، والمربية الفاضلة أيمان السعيد مدير مدرسة الشهيد طيار عبد الخالق عماربمنية شبين .

والرجاء أن تستمر هذه الفعاليات القادرة على تغيير وجه مصر خلال فترة وجيزة، كما نرجو أن تتحرك بقية الوزارات والجهات والمؤسسات في نفس الإتجاه بأسرع مايمكن، لاستعادة هوية مصرالحقيقية، ومواجهة التطرف والإرهاب والفساد واللامبالاة والإلحاد والإباحية والطائفية وغير ذلك، من المشكلات والتحديات التي كادت تعصف بحاضر ومستقبل مصر المحروسة بإذن ربها.