جالسة على ماكينة الحياكة وبالإبرة والخيط استطاعت أن تؤسس مشغلاً تديره وتبدع به بقطع ملابس وشنط يدوية وعصرية، نشأتها بسيطة ولم تلتحق بالمدرسة، ولكن إصرارها على التعليم جعلها تلتحق بفصول محو الأمية وتتعلم القراءة والكتابة، لتصبح "سامية" نموذج لسيدة صعيدية يُضرب بها المثل.
ومن صعيد مصر بقرية أبنوب بمحافظة أسيوط، ترى "سامية" جالسة بداخل مشغلها تعمل وتجتهد لتثبت ذاتها، حتى أصبحت أول سيدة بمركز أبنوب تصبح صاحبة لمشغل، وجاء شغفها وعملها بالحياكة عن طريق أختها الكبرى فكانت تلتقط منها بعض الأساسيات حتى تعلمت جيداً.
اقرأ أيضا:حكايات| مشروب «لاسي» الهندي.. يعود تاريخه إلى 1000 عام قبل الميلاد
والتقت عدسة "أخبار اليوم" مع الحاجة "سامية" صاحبة مشغل "الأصدقاء" فى مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، لتروى رحلتها فى عالم الحياكة مع نشأتها بالصعيد، قائلة: تعلمت حياكة الملابس والمفروشات من أختى الكبرى، فكنت دائماً أراها تخيط ملابس الأسرة على ماكينة الحياكة فتقريبا كانت تتوارث بين الأجيال، لتلبى بها السيدات احتياجات الأسرة، ومن هنا أصبح لدى شغف بأن أتعلم خياطة الملابس والمفروشات.
وأكملت "صاحبة المشغل" فكنت أيضاً أرى شقيقتى وهى تقص الأكياس البلاستيكية على هيئة باترونات وتخيط عليها القماش، وبعد أن تزوجت أختى أصبحت ماكينة الخياطة مهمتى، فجلست عليها وتعلمت وخلال سنوات تمكنت من الحياكة وأتقنت الحرفة، وبدأ شغفى بالحياكة يزداد وطلبت من أهلى أن أفتح مشروعاً ولكنهم رفضوا فى بداية الأمر.
الحاجة "سامية" علمت فتيات القرية الحياكة وحققت حلمها بتأسيس مشغل
وقالت "سامية" أحببت أن أصبح خياطة محترفة، ومع إصرارى قبلت العائلة بأن أفتح مشغلاً ولكن بالقرية، ومن هنا بدأت أعلم الفتيات واستقليت مالياً، وأصبحت مشهورة بقريتى والقرى المجاورة بأننى "سامية الخياطة" وأطلقوا على لقب "رائدة أعمال" وهذا أمر نادر فى أبنوب بأسيوط والمجتمع الصعيدى طبقاً للعادات والتقاليد.
وبعد أن تزوجت استمريت فى السعى وراء حلمى، وشجعنى زوجى على ذلك، ثم قمت بالحصول على قرض وأسست ورشة صغيرة مجهزة بأربعة ماكينات وبدأت العمل ورزقنى الله.