القراءة كأداة مقاومة

القراءة كأداة مقاومة
القراءة كأداة مقاومة

ارتفعت مبيعات أعمال سلمان رشدى لتحتل المراكز الأولى في قوائم الأعلى مبيعًا بعد تعرضه للطعن على يد المتطرف اللبناني هادي مطر في نيويورك يوم 12 أغسطس الماضي، حيث اندفع آلاف القراء لشراء كتبه وعلى رأسها روايته «آيات شيطانية»، بوصفها سبب فتوى الخوميني بهدر دمه عام 1989.


بحسب تصريحات نشرتها الصحف لبعض القراء وتقييمات تركوها على مواقع القراءة، لم تحدث طفرة المبيعات هذه فقط بدافع الفضول، بل بالأساس بدافع التضامن ومقاومة العنف ورفض تكميم الأفواه. أي أن القراءة تحولت في هذه الحالة إلى فِعل مقاومة ورسالة مفادها أن القتل والترهيب لا مكان لهما حين يتعلق الأمر بحرية الفكر، وأن حتى أكثر الآراء والأعمال الأدبية إشكالية وتناقضاً  مع معتقداتنا يجب مناقشتها بالكلمات لا بطعنات السكاكين أو طلقات الرصاص.


كان لافتًا للنظر أيضًا أن جمهور الندوة، أي قراء رشدي قد هبوا لإنقاذه وتقديم الإسعافات الأولية له إلى جانب الطاقم الطبي وأفراد الأمن، كما جاء في بيان عائلته، ومع أن هذه تفصيلة واقعية حدثت فعلًا، إلّا أنها شديدة الرمزية في الوقت نفسه، خاصة مع مواصلة دعم القراء للروائى الهندي عبر الاندفاع لشراء رواياته لدرجة دفعت ناشره البريطاني لإعادة طبع «آيات شيطانية».


أمر مشابه حدث عام 1989 بمجرد إصدار الخومينى فتواه الشهيرة، حيث توافد القراء على المكتبات لشراء الرواية، بعضهم طبعًا يدفعه الفضول لمعرفة محتواها وفهم سر الغضب منها والسخط على كاتبها، لكن البعض الآخر فعل هذا من باب الدعم والتضامن، خاصة أن بعض المكتبات سحبت الرواية من على أرففها.

خوفًا من ردود أفعال عنيفة محتملة. هذا بخلاف أن مترجمها إلى اليابانية قد اُغتيل كما تعرض ناشر ترجمتها إلى النرويجية لمحاولة اغتيال، وعاش مؤلفها في الخفاء وتحت حراسة مشددة لسنوات طويلة.


ولعل أهم ما في موقف القراء هذا، أنه يذكرنا مجددًا بمركزية القارئ في معادلة التأليف والنشر.

اقرأ ايضا | فى ذكرى وفاة أديب نوبل: ليالى «محفوظ».. الحـى فـى ضمـائـرنا