ارتفاع درجات الحرارة حول العالم يهدد صحة البشر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بدأت موجات الحر الشديدة التي أصبحت أكثر سخونة وتكرارًا بسبب تغير المناخ، وأضحت محسوسة بالفعل في جميع أنحاء العالم ، مما يهدد صحة الإنسان والحياة البرية والمحاصيل.

تتنبأ معظم توقعات المناخ بارتفاع درجات الحرارة في ظل سيناريوهات مختلفة للسياسات ، لكن لا تذكر أيًا من هذه المسارات هو الأكثر احتمالية.

في هذه الدراسة ، التي نُشرت في مجلة Communications Earth and Environment ، قدر الباحثون التعرض المحتمل للحرارة والرطوبة الخطرة، واستخدموا التوقعات الإحصائية للتنبؤ بمستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من النشاط البشري والمستويات الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ووجدوا أن العديد من الأشخاص في المناطق الاستوائية قد يواجهون مستويات حرارة خطيرة لمدة نصف عام بحلول نهاية القرن ، حتى لو كانت حدود العالم لارتفاع درجات الحرارة إلى هدف اتفاق باريس للمناخ وهو أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وقالوا: خارج المناطق المدارية إن موجات الحرارة القاتلة من المرجح أن تصبح حوادث سنوية.

اقرأ ايضا:20 ألف شخص يشاركون في مهرجان الطماطم باسبانيا | فيديو

خلال صيف 2022، لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم بسبب درجات الحرارة الشديدة وحرائق الغابات، التي اندلعت في البرتغال وإسبانيا، فيما تحطمت سجلات درجات الحرارة المرتفعة في إنجلترا واليابان.

مع استمرار تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، يعمل العلماء بسرعة لفهم حدود مرونة البشر في مواجهة درجات الحرارة القصوى.

دراسة صادرة عن جامعة ولاية بورتلاند الأميركية، أشارت إلى أن "تحمل الإجهاد الحراري لدى الأشخاص قد يكون أقل مما كان يُعتقد في السابق، وقد يتعرض ملايين الأشخاص لخطر الاستسلام لدرجات الحرارة المرتفعة قريبا جدا"، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة سكاي نيوزعربية.

يقول فيفيك شانداس الباحث في التخطيط البيئي والتكيف مع المناخ بجامعة ولاية بورتلاند في أوريجون: "الأجسام قادرة على التأقلم البيولوجي لفترة من الزمن مع تغير درجات الحرارة، لكن نشهد اليوم تحولات مناخية بسرعة أكبر".

في منتصف الطريق حتى عام 2022 فقط، اجتاحت موجات الحر العديد من البلدان، ووصلت في وقت مبكر من مارس الماضي إلى جنوب آسيا، ومناطق بالهند شهدت ارتفاعا بدرجة الحرارة، لتصل إلى 45 درجة مئوية، بينما في باكستان، ارتفعت درجات الحرارة المسجلة إلى 49.5 درجة.

حسب الدراسة، فقد جلب شهر يونيو لليابان أسوأ موجة حر منذ بدء تسجيل الأرقام القياسية عام 1875، إذ بلغت 40.2 درجة مئوية، والمدن الساحلية الصينية الكبرى، من شنجهاي إلى تشنجدو، تعرضت لارتفاع الحرارة لما فوق 40 درجة مئوية، وفي الولايات المتحدة، اجتاحت موجات حر الغرب الأوسط والجنوب والغرب في يونيو ويوليو.

توقع العلماء منذ فترة طويلة أن التغير المناخي الذي يسببه الإنسان سيزيد من موجات الحرارة، وتوصلوا إلى أنه على المستوى العالمي ضاعف تعرض البشر للحرارة الشديدة ثلاث مرات من 1983 إلى 2016، لا سيما في جنوب آسيا.

تأثير الحرارة على الصحة

تؤثر الحرارة المرتفعة بالفعل بشكل متزايد على صحة الإنسان، ويمكن أن يتعرض إلى تشنجات حرارية وإنهاك حراري وضربة شمس، التي قد تكون قاتلة، ويمكن الجفاف أن يؤدي إلى أمراض الكلى والقلب، فضلا عن تسببه في زيادة العدوانية وتقليل القدرة على التركيز.

يقول المؤلف المشارك بالدرسة، دانيال فيسيليو: "لا يوجد جسد إنسان يعمل بكفاءة 100%، إذ تختلف أحجام الأجسام والقدرة على التعرق والعمر والتأقلم مع المناخ الإقليمي، ومع ذلك، على مدار العقد الماضي، تم اعتبار أن 35 درجة مئوية هي النقطة التي لم يعد بإمكان البشر بعدها تنظيم درجات حرارة أجسامهم".

لكن بحثا معمليا حديثا، أجراه فيسيليو وزملاؤه، أشار إلى أن "حد الإجهاد الحراري البشري أقل بكثير، حتى بالنسبة للشباب والبالغين الأصحاء".

 باحثون تابعوا الإجهاد الحراري في أكثر من 20 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، في ظل مجموعة متنوعة من المناخات الخاضعة للرصد والدراسة.

في سلسلة من التجارب، قام الفريق بتغيير ظروف الرطوبة ودرجة الحرارة داخل غرفة بيئية، وحافظ الفريق على درجة حرارة ثابتة مع تغيير الرطوبة، والعكس، وقاسوا درجات حرارة جلد الأشخاص ودرجات الحرارة الداخلية لأجسادهم.

الفريق قدّر أنه في الظروف الدافئة والرطبة، لم يكن الأشخاص الخاضعين للدراسة قادرين على تحمل الإجهاد الحراري عند درجات حرارة قريبة من 30 أو 31 درجة مئوية، وفي الظروف الحارة والجافة، كانت درجة الحرارة اللازمة للإجهاد الحراري أقل من ذلك، وتتراوح من 25 إلى 28 درجة مئوية، حسبما أفاد الباحثون في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية.

وأشارت النتائج إلى أنه "إذا كان تحمل جسم الإنسان للإجهاد الحراري أقل بشكل عام مما أدركه العلماء، فقد يعني ذلك أن ملايين الأشخاص الآخرين سيتعرضون لخطر الحرارة الأكثر فتكا، في وقت أقرب مما يتوقعه العلماء.