بعد وصول ‏أسعار الغاز الطبيعي مستويات قياسية

أزمة الطاقة تؤثر على الأسواق كافة في أوروبا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا تزال حالة عدم اليقين لدى الأسواق والمحللين هي ما يهيمن على الجميع فيما ‏يتعلق بسوق الغاز الطبيعي على مستوى العالم.‏

وشهدت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة انخفاضا ملحوظاً في الآونة ‏الأخيرة ليطرح تساؤل بين المستثمرين: هل ستواصل الأسعار انخفاضها أم ‏ستحول وجهتها إلى الارتفاع مجدداً؟

ويتزامن مع ذلك ارتفاعات قوية في معدلات التضخم في عدد من الدول الأوروبية ‏وفي الولايات المتحدة، ويتفق أغلب المحللين على أن أسعار الغاز الطبيعي والطلب ‏سوف يتواصلان ليؤثران بقوة في الضغوط التضخمية.‏

وأثرت أزمة الطاقة في قارة أوروبا بشكل كبير على الأسواق كافة، حيث بلغت ‏أسعار الغاز الطبيعي مستويات قياسية بعد نشوب الحرب الروسية في أوكرانيا ‏والتي تبعها عقوبات اقتصادية متبادلة بين موسكو والغرب.‏

وأشد العقوبات الروسية قسوة على أوروبا كان في تقليص الإمدادات من الغاز ‏الطبيعي إلى دول القارة العجوز والتي تعتمد على موسكو بشكل كبير في الحصول ‏على احتياجياتها من الطاقة.‏

في الوقت الحالي، تتدفق إمدادات الغاز الطبيعي الروسية عبر خط أنابيب "نورد ‏ستريم 1" بشكل منخفض، وهو ما يمكن أن يضر الولايات المتحدة بأكثر مما كان ‏متوقعا.‏

في ظل الارتفاع الصاروخي في أسعار الغاز بأوروبا وانخفاض الاحتياطيات لدى ‏القارة العجوز، فإن البديل الأبرز أمام الأوروبيين للحصول على الغاز بعيدا عن ‏روسيا يكمن في الولايات المتحدة.‏

وأدى ذلك بالفعل إلى ارتفاعات قوية في أسعار الغاز بالأسواق العالمية ليس فقط ‏في أوروبا وأمريكا خلال الفترة الأخيرة.‏

ومع اقتراب فصل الشتاء، سيكون التحدي الأكبر أمام الأوروبيين والأمريكيين في ‏توفير كميات كافية من الغاز للتدفئة بأسعار أقل.‏

من الناحية الإيجابية، تواصل أوروبا بالفعل البحث عن بدائل لتوفير الغاز بعيدا ‏عن روسيا، وأمامها دول كالنرويج والولايات المتحد والمملكة المتحدة، فهل تنجح ‏في ذلك؟ وما مدى تأثر أسعار الغاز بتلك الخطوات؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام ‏القادمة.‏
اقرأ أيضا | مخزون النفط في احتياطي الطوارئ الأميركي يهبط لأدنى مستوى منذ 34 عاماً