سؤال دائما يتردد.. لماذا ينجذب الأفارقة إلى الإسلام؟

‭ ‬دين‭ ‬الإسلام
‭ ‬دين‭ ‬الإسلام

شهدت‭ ‬الدعوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إقبالاً‭ ‬متزايداً‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬لما‭ ‬تتصف‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬من‭ ‬السماحة‭ ‬والرفق‭ ‬واللين،‭ ‬وقد‭ ‬أظهر‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬والدعاة‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬أن‭ ‬هدفهم‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬تعليم‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬أمور‭ ‬دينهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لاحظوا‭ ‬إقبالاً‭ ‬متزايداً‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬مجالسهم‭ ‬وحلقاتهم،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬العلماء‭ ‬والدعاة‭ ‬يستمعون‭ ‬لأسئلة‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬بصدرٍ‭ ‬رحب‭ ‬ويجيبونهم‭ ‬عليها‭ ‬برفقٍ‭ ‬ولين‭ ‬ويقدمون‭ ‬لهم‭ ‬الهدايا،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لما‭ ‬لاحظته‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬من‭ ‬الصدق‭ ‬والأخلاق‭ ‬النبيلة‭ ‬للدعاة‭ ‬والعلماء‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬جذب‭ ‬قلوبهم‭ ‬ودفعهم‭ ‬للتعرف‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬ومبادئه‭ ‬وتعالميه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬التنموية‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬الدعاة‭ ‬يقدمونها‭ ‬للقرى‭ ‬التى‭ ‬يدعون‭ ‬أهلها‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬حيث‭ ‬يقومون‭ ‬بتأسيس‭ ‬جامع‭ ‬ومدرسة‭ ‬وبئر‭ ‬مياه‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬قرية‭ ‬يدخلونها‭.‬

الصفاء‭ ‬الروحى

ويرجع‭ ‬انجذاب‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬إلى‭ ‬اعتناق‭ ‬الإسلام‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‭ ‬والصفاء‭ ‬الروحى‭ ‬الذى‭ ‬يشعرون‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لدخولهم‭ ‬الإسلام،‭ ‬كما‭ ‬تأثروا‭ ‬بما‭ ‬لمسوه‭ ‬من‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬والأمانة‭ ‬التى‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬عامة‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬تعاملاتهم‭ ‬فى‭ ‬حياتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعملية،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السامية‭ ‬التى‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬المسلم‭ ‬والتى‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬التآخى‭ ‬ومشاعر‭ ‬المحبة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتى‭ ‬تتصف‭ ‬بالهدوء‭ ‬والأمان‭ ‬ساهمت‭ ‬فى‭ ‬جذب‭ ‬قلوب‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الصراعات‭ ‬العالمية‭ ‬المتنامية،‭ ‬وقد‭ ‬تظافرت‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬فى‭ ‬دفع‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬إلى‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬اعتناق‭ ‬الإسلام‭.‬

وقد‭ ‬انتشر‭ ‬الإسلام‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬بصورة‭ ‬متسارعة،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬أفريقيا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسبة‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬حيث‭ ‬تقدر‭ ‬نسبة‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬بـ‭ ‬51‭,‬7%‭ ‬وهى‭ ‬نسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬قارة‭ ‬آسيا‭ ‬التى‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬27‭% ‬بينما‭ ‬قدرت‭ ‬نسبة‭ ‬السلمين‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬بـ‭ ‬5‭% ‬ولم‭ ‬تتجاوز‭ ‬1‭% ‬فى‭ ‬الأمريكيتين،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬أعداد‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬تزايداً‭ ‬مستمراً‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1931‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1951‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬90‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬وفى‭ ‬حلول‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬150‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬ويزداد‭ ‬إقبال‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية‭ ‬على‭ ‬اعتناق‭ ‬الإسلام‭ ‬اضطراداً‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬الذين‭ ‬يتركون‭ ‬دياناتهم‭ ‬التقليدية‭ ‬يعتنقون‭ ‬الإسلام‭ ‬بينما‭ ‬يتحول‭ ‬10‭% ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬المسيحية‭.‬

المرتبة‭ ‬الأولى

المرتويحتل‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامى‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬بين‭ ‬سكان‭ ‬أفريقيا‭ ‬بنسبة‭ ‬وصلت‭ ‬حسب‭ ‬تقدير‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬60%،‭ ‬وتحتل‭ ‬الديانة‭ ‬المسيحية‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بنسبة‭ ‬قدرت‭ ‬بـ‭ ‬35‭% ‬بينما‭ ‬يعتنق‭ ‬5‭% ‬بعض‭ ‬الديانات‭ ‬الوثنية‭ ‬المتوارثة،‭ ‬ويتركز‭ ‬الوجود‭ ‬الإسلامى‭ ‬فى‭ ‬قارة‭ ‬أفريقيا‭ ‬فى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأقاليم‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬نسبة‭ ‬المسلمين‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الشمال‭ ‬الأفريقى‭ ‬و75‭% ‬من‭ ‬السكان‭ ‬فى‭ ‬شرق‭ ‬وغرب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬كما‭ ‬تشكل‭ ‬25‭% ‬من‭ ‬السكان‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬وسط‭ ‬وجنوب‭ ‬القارة،‭ ‬ويعتبر‭ ‬المسلمون‭ ‬أغلبية‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ففى‭ ‬أثيوبيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تجاوزت‭ ‬نسبة‭ ‬المسلمين‭ ‬65‭% ‬من‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأقلية‭ ‬المسيحية‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬فيها‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭.‬

ويواجه‭ ‬المسلمون‭ ‬الجدد‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية،‭ ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬يشكل‭ ‬المسلمون‭ ‬فيها‭ ‬أقليات،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬سيطرة‭ ‬الدول‭ ‬الاستعمارية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬العوز‭ ‬والفقر‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬الإسلامية‭ ‬وغيرها‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬مما‭ ‬ترك‭ ‬آثاراً‭ ‬سيئة‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للمسلمين‭.‬

وقد‭ ‬كثف‭ ‬الدعاة‭ ‬المسلمون‭ ‬حملاتهم‭ ‬الدعوية‭ ‬ونشاطاتهم‭ ‬فى‭ ‬قارة‭ ‬أفريقيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساهمة‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬أوضاع‭ ‬المسلمين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬تتفشى‭ ‬الأمية‭ ‬والفقر‭ ‬فى‭ ‬غالبية‭ ‬القرى‭ ‬الأفريقية‭ ‬المسلمة،‭ ‬كما‭ ‬تعانى‭ ‬القرى‭ ‬الأفريقية‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬المدارس‭ ‬وتردى‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الجهل‭ ‬والأمية‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬هناك‭.‬

دور‭ ‬مهم‭ ‬

وتلعب‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الخيرية‭ ‬دوراً‭ ‬هاماً‭ ‬فى‭ ‬رعاية‭ ‬وخدمة‭ ‬المسلمين‭ ‬الجدد‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬نشاط‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الإسلام‭ ‬والإقبال‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬الأفريقية،‭ ‬حيث‭ ‬تأسست‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الإسلام‭ ‬فى‭ ‬قارة‭ ‬أفريقيا‭ ‬وتعريف‭ ‬شعوبها‭ ‬بالقيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬العظيمة‭ ‬التى‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام،‭ ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬للقرى‭ ‬الأفريقية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬المبادرات‭ ‬المحلية‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭.‬

كما‭ ‬قامت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بالمشاركة‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬مختلف‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأفريقية‭ ‬المسلمة‭ ‬وغير‭ ‬المسلمة،‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬تنمية‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬للمسلمين‭ ‬الجدد،‭ ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬للدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية‭ ‬تقريباً‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬