فاتن عبدالرازق تكتب: دموع المصريين

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

انهمرت الدموع واعتصر الألم القلوب وخيمت أجواء الحزن على مصر عندما استيقظنا على سماع أخبار الحادث المأساوى باندلاع حريق بإحدى دور العبادة بكنيسة «أبو سيفين» بمنطقة إمبابة خلال قداس يوم الأحد والذى راح ضحيته ٤١ شخصاً من بينهم ١٧ طفلاً كما نتج عن الحادث ١٤ مصاباً فى واقعة تدمى القلوب خاصة أنه من بين الشهداء أسر بالكامل ذهبت أرواحهم إلى بارئها.

وكعادة المصريين وقت الأزمات يظهر معدنهم الأصيل الطيب وشهامتهم التى تبهر الجميع ولحمتهم الوطنية المعتادة وها هو ابننا محمد يحى الشاب الذى ضرب مثالاً رائعاً للرجولة والتضحية والشهامة وجعلنا ندعو له ولأبويه على حسن تربيته وأصله الطيب وهو الذى سارع بقذف نفسه بين النيران والدخان الكثيف لإنقاذ الكثيرين حتى أصيب بكسر فى ساقه وكاد أن يفقد حياته ويرقد حالياً بالمستشفى يتلقى العلاج لننحنى له احتراماً وتقديراً .

وإذا كان الأداء الشعبى فى هذا الحادث المروع يستحق التقدير فإن أداء الدولة أيضا كان سريعاً ومؤثراً ويستحق الثناء بعد أن تابع الرئيس عبدالفتاح السيسى الحادث لحظة بلحظة مصدراً تعليماته للحكومة، حيث توجه على الفور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزراء الصحة والسكان والتضامن الاجتماعى والنائب العام المستشار حماده الصاوى للإشراف على التحقيق فى ملابسات وقوع الحادث ولم يقف اهتمام الحكومة على تعويض أهالى الضحايا ومتابعة المصابين بالمستشفيات ولكن امتد إلى البدء على الفور فى إعادة ترميم موقع الحادث وتجديده بالكامل خلال ساعات .

والآن ان الآوان أن نستفيد من مثل هذه الحوادث المروعة ونتحرك إيجابيا فى اتجاه محاولة تفاديها وهنا أقول إنه يجب عدم منح تراخيص لدور العبادة والمدارس والمستشفيات وأى منشأة يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين داخل الأماكن المزدحمة أو التى يصعب وصول سيارات الإسعاف والحماية المدنية إليها ...كما ينبغى مراعاة شروط الأمان والتأمين والإخلاء الآمن لهذه الأماكن فى حالة وقوع حرائق أو كوارث طبيعية وايضا يجب مراجعة أعمال الصيانة بها بصفة دائمة .