«لقد ضحيت أكبر تضحية، ضحيت بعائلتي وأقاربي من أجل الفن».. لقد نشأت في أسرة محافظة شديدة الحرص على التقاليد وكانت النظرة إلى المسرح لا تحمل أي معنى من معاني التقدير والاحترام.
كلمات لم تتمالك الفنانة الراحلة دولت أبيض نفسها لتبوح عن بعض أسرارها، قبل أن تضيف: «حين تعاقدت مع عزيز عيد حزنت أمي حزنا شديدا ومرضت وأصابها الشلل كما فكر أخي في الانتحار أكثر من مرة».
ومضت في حديثها: «لذلك قررت الابتعاد عن العائلة والعيش في وحدة مع ابنتي من زوجي الأول، ومن بين المتاعب أيضًا التي واجهت سيدة المسرح دولة أبيض».
وأضافت: «قمنا برحلة إلى فلسطين وحيفا ويافا وكنت حاملا في الشهر السابع وفكرت في العودة إلى مصر للوضع ولكن لكثرة مشاغلنا لم أتمكن من ذلك وبينما كنت أقوم بتأدية دوري في مسرحية (نابليون ومدام سالجيه)، وكان يمثل أمامي عبدالعزيز أحمد وفي المشهد الذي كان يقول فيه (مابك يا مدام سالجيه.. آراك متعبة قليلا .. قليلا».
هنا لاحظ الملقن كلمة قليلا مائة مرة ولاحظاني متعبة فأغلق الستارة وأخذوني إلى أقرب مستشفى لأضع مولودتي سعاد، ثم أكملنا الرحلة وسافرنا إلى حلب ومنها إلى العراق واستمرت الرحلة بالسيارات عشرة أيام في الطريق الصحراوي بين الزوابع والأمطار وعواء الذئاب.
ونفد كل ما كان معنا من ماء للشرب واضطررت إلى ملء زجاجة اللبن لطفلتي من مستنقعات الأمطار حتى لا تموت عطشا ولجأنا إلى أعرابي آوانا في حظيرة للبهائم؛ حيث افترشنا جميعا الأرض وأمضينا الليلة ثم رحلنا إلى بغداد.. وطوال شهر كامل كانت الفرقة تقدم مسرحية جديدة في كل ليلة .
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
