روسيا تحذر تركيا من عملية عسكرية جديدة فى سوريا

أنقرة: ليس لدينا شروط مسبقة لإجراء حوار مع دمشق

مؤتمر صحفى لوزير الخارجية الروسى ونظيره السورى
مؤتمر صحفى لوزير الخارجية الروسى ونظيره السورى

عواصم - وكالات الأنباء

قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس، إن تصعيد العمليات العسكرية فى سوريا سيكون أمرا «غير مقبول».

فى تصريحات تهدف إلى إقناع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالتراجع عما قاله عن حملة عسكرية جديدة فى شمال سوريا.

وأضاف لافروف، خلال مؤتمر صحفى فى موسكو إلى جانب نظيره السورى فيصل المقداد، أن روسيا وسوريا تتطلعان للتفاوض مع تركيا «لمنع أى عمل عسكرى جديد».

كما أدان لافروف الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على سوريا، فى تصريحات تؤكد وجود فتور فى العلاقات الروسية - الإسرائيلية.

من جانبه، أكد المقداد أن العلاقات السورية - الروسية «إستراتيجية».

وقال : «نثمن وقوف روسيا إلى جانب سوريا فى حربها على الإرهاب المدعوم من الدول الغربية».

وشدد المقداد على رفض أى تدخلات خارجية فى شئون سوريا مؤكدًا ضرورة حل الأزمة سياسياً.

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة «هى من دعمت الإرهاب فى سوريا ودمرت البنية التحتية والاقتصادية وتواصل نهب نفطها وثرواتها».

كما طالب وزير الخارجية السورى تركيا بسحب قواتها «من الأراضى التى تحتلها فى سوريا ووقف دعمه للتنظيمات الإرهابية وتدخله فى الشئون الداخلية للبلاد».

وشنت أنقرة منذ 2016 ثلاث عمليات عسكرية فى سوريا. ودعمت تركيا مسلحى المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق فى بداية الصراع المستمر منذ 11 عامًا.

وفى المقابل، قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ليس لديها شروط مسبقة لإجراء حوار مع الحكومة السورية وإن المحادثات مع دمشق لا بد أن يكون لها أهداف، فى إشارة إلى مزيد من تخفيف التوترات فى موقف أنقرة تجاه دمشق.

وقال جاويش أوغلو: «لا يمكن أن يكون هناك شرط للحوار لكن ما الهدف من هذه الاتصالات؟ البلاد تحتاج إلى التطهير من الإرهابيين...

الناس بحاجة للعودة».

وتابع : «لا شروط للحوار لكن ما الهدف منه؟ من الضرورى أن تكون له أهداف».

وقال أردوغان فى وقت سابق من الشهر إن نظيره الروسى فلاديمير بوتين اقترح أن تتعاون تركيا مع الحكومة السورية فى مواجهة أعمال العنف على حدودهما المشتركة.

وردُا على سؤال الأسبوع الماضى حول احتمال إجراء محادثات مع دمشق، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه لا يمكن قطع الدبلوماسية بين الدول بالكامل، وإن هناك «حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات مع سوريا».

يأتى ذلك فيما نقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية عن مصادر لها، أن الرئيسين التركى والسوري، قد يجتمعان فى قمة منظمة شنغهاى للتعاون فى سبتمبر المقبل فى أوزبكستان.

وأكد تحليل نشره موقع «المونيتور» تغيير سياسة أنقرة تجاه دمشق، موضحا عدة أسباب تدفع تركيا بعد كل هذه السنوات للحوار المباشر مرة أخرى مع سوريا.

واعتبر التحليل أن علاقات أنقرة مع موسكو، والتكلفة السياسية للاجئين السوريين، والانتخابات التى تلوح فى الأفق، كلها عوامل تملى على أنقرة الحوار مع دمشق. كما نقل التحليل عن ضابط عسكرى متقاعد إنه بالنظر إلى العلاقات الجيدة التى تربط وزير الدفاع التركى خلوصى أكار بواشنطن، على وجه الخصوص، فإن أى قرار لتغيير سياسة جذرية بشأن سوريا قد يواجه ببعض المقاومة. يأتى ذلك فيما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال توتر الأوضاع على الحدود بين سوريا وتركيا، ودعت «كلّ الأطراف إلى احترام خطوط وقف إطلاق النار»، وذلك بعد بضعة أيام من تكثيف القصف فى المنطقة، مما أودى بحياة 21 مدنيًا على الأقلّ بينهم أطفال.

وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية : «الولايات المتحدة قلقة جدّا من الهجمات الأخيرة التى وقعت على امتداد الحدود الشمالية لسوريا وتدعو كلّ الأطراف إلى احترام خطوط وقف إطلاق النار».

وأضاف: «نأسف لوقوع ضحايا مدنيين فى الباب والحسكة ومناطق أخرى»، مؤكدا أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بـ «إلحاق هزيمة نهائية» بتنظيم داعش وإيجاد تسوية سياسية للنزاع السوري.

إقرأ أيضاً|قصف مدفعي إسرائيلي على لبنان