طاهر قابيل يكتب: لا تتذاكى على المرض

طاهر قابيل
طاهر قابيل

عندما خرجت من بيتى شعرت أن شيئاً جاثماً على صدرى يمنع أنفاسى من أن تخرج وتعود بحرية إلى صدرى.. أحسست أن كتلة من أحجار الأهرامات تقف حائلا بين نصفى الأعلى والأسفل.. اعتقدت خطأ أنه الإرهاق أو أننى تناولت بالثالثة صباحا وجبة الإفطار والتى كانت «سندوتشات قشطة» ولم آخذ حذرى من دسامتها وذلك لأن سعادتى بتوقفى عن التدخين بعد سنوات من رفضى للنصائح دفعنى دون توقف للأكل أو وضع نظام شخصى لتناول وجبات بأزمنة وكميات محددة وسعرات حرارية مفيدة للجسد.

كنت أعتقد أننى أذكى من المرض فلم يتوقف ظنى للتعب عند هذا الحد بل تعدى لإحساسى بأن النوم الذى يسحب على عينى ويشد ستائره السوداء وتتمايل رأسى بحرية دون قيود هو إرهاق.. حاولت أن أفيق نفسى باستغلال تدفق المياه وإجراء حمام ولكن باءت محاولاتى بالفشل فأخذت من أريكة بمكتبى ملاذا للنوم ولكنى شعرت ببرد قارص.. تجمع زملائى وأسرعوا بطلب العلاج لى وحضرت الممرضة وتم الاتصال بالطبيب الذى أوصى بالذهاب إلى المستشفى مع انخفاض ضغط الدم وخوفا من دخولى إلى جلطة بالقلب أو أسقط صريعا للأنزيمات.

عندما سألت أين المستشفى قالوا «الدعاة» فى مصر الجديدة ووصلت للمستشفى وتركت كل أوراقى على مكتبى فأخبرونى بأن طبيب القلب سوف يتأخر فطلبت باطنى وتقابلت مع شباب من الأطباء ربنا يحميهم ومع التساؤلات البسيطة كنت على سرير المرضى وفى يدى خرطوم لتوصيل الدواء.. وأجرت طبيبة لى رسم قلب وتناولت بعض العقاقير.. وحتى تلك اللحظة لم أعرف ماذا أصابنى.. وبعد صعودى للدور الثالث لإجراء «الإيكو» على الصدر وأنفاسى تتلاحق ويطمئننى الطبيب بأن صدرى أصبح نظيفا من بقايا «التدخين» الذى قاطعته عن اقتناع منذ ما يقرب من عام.. ويضعوننى على جهاز التنفس.. ثم انتظر نتيجة التحليل وتخبرنى الطبيبة منال بأنه اشتباه فى مرض العصر دائم التحور «كورونا».. الصحة تاج على رءوس الأصحاء وتأكدت كم كنت مهملا فى صحتى وأنصح الجميع لا تتذاكوا على المرض، اذهبوا للطبيب ونفذوا تعليماته وأوامره.