ملف | صناعة الدواجن.. «مش راسية على بر» | أكبر مصنع للأعلاف بطاقة إنتاجية تصنف الأولى على الشرق الأوسط بمدينة السادات

«الأخبار» فى أكبر مصنع للأعلاف بالشرق الأوسط
«الأخبار» فى أكبر مصنع للأعلاف بالشرق الأوسط

إحدى أهم الصناعات الكبيرة فى مصر هى صناعة الدواجن، حيث يعمل بها أكثر من 2.5 مليون فرد، وتصل استثماراتها إلى 100 مليار جنيه فى أكثر من 30 ألف مزرعة، كما يصل حجم الإنتاج المصرى إلى حوالى  1٫4 مليار طائر سنوياً و 14 مليار بيضة وهو ما تسبب فى تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل وأصبح هناك فائض للتصدير.

ولأن الدولة تدرك جيداً أهمية هذه الصناعة الحيوية فى دعم الاقتصاد القومى، فإنها تسعى دائماً إلى توفير الدعم اللوجستى والفنى والمالى لصغار مربى الدواجن ورفع كفاءة مزارعهم، وبالفعل تم خلال السنوات الماضية تخصيص 9 مناطق فى 4 محافظات بإجمالى مساحة 19 ألف فدان للاستثمار الداجنى..

ولكن رغم ذلك فإن هناك تساؤلات عديدة حول ما تشهده الصناعة فى الوقت الحالي، حيث تشهد أسعار الدواجن ارتفاعات متواصلة كل فترة رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أن أسعار البيض هى الأخرى شهدت ارتفاعاً جنونياً خلال الفترة الماضية ثم بدأ يحدث تراجع بعد تدخل الدولة وطرح كميات كبيرة من البيض فى المنافذ الحكومية بأسعار مخفضة..

الخبراء أرجعوا السبب إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والأعلاف والتى يتم استيراد معظمها من الخارج، فضلا عن تضاعف أسعار الشحن عالميا.

الأعلاف هى المكون الأهم فى صناعة الدواجن، وصاحبة نصيب الأسد من العملية السعرية، ولأن مصر تستورد نسبة كبيرة من مستلزمات الإنتاج التى تدخل فى صناعة الأعلاف، فإن السعر هنا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يحدث حول العالم، وخلال السنوات القليلة الماضية ونتيجة لما شهده العالم من ظروف غير مسبوقة تمثلت فى وقوع جائحة كورونا وما نتج عنها من إغلاق لحدود الدول، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد الأمور تعقيداً، فارتفعت أسعار مستلزمات الإنتاج إلى مستويات لم تحدث من قبل، كما ارتفعت أيضا أسعار الشحن عدم مرات وهو ما كان له التأثير الأكبر فى ارتفاع أسعار الأعلاف.

«الأخبار» قامت بجولة فى أكبر مصانع مصر والشرق الأوسط لإنتاج أعلاف الدواجن والأسماك على حد سواء والذى يقع فى مدينة السادات.

وأكد المهندس محمد كشاف، مدير المصنع، أن المصنع هو الأكبر فى الشرق الأوسط، وتم افتتاحه فى نهاية عام 2018،  وتصل طاقته الإنتاجية إلى 3000 طن يومياً، وهذه الطاقة الإنتاجية فى صناعة الأعلاف تصنف الأولى على الشرق الأوسط.

وأوضح أن مشاكل الخامات ليست جديدة على صناعة الأعلاف لكنها تحدث باستمرار، فأوقات يكون هناك استقرار وأوقات أخرى يحدث تذبذب، ومؤخراً تسببت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية فى عدم استقرار السوق العالمية، ولأننا نعتمد على استيراد كل خامات هذه الصناعة فإننا نتأثر بشدة بما يحدث حولنا، وقال إن صناعة الدواجن فى نمو حيث تزداد أعداد المزارع والمصانع معاً، وهذه الزيادة تحتاج خامات أكثر، ولكن المعروض لا يتناسب مع هذه الزيادة، وبالتالى دائما يكون هناك قلق فى سوق الاستيراد لأن المصدر لن يوفق أوضاعه مع كل الدول المستوردة منه..

وأشار إلى أن هناك عنصرين أساسيين يؤثران فى تكلفة العلف وهما الذرة والصويا، فنحن نستوردهما بكميات كبيرة للغاية يمكن أن تصل إلى 100 %، وما تتم زراعته محلياً مساحات غير مؤثرة على الإطلاق.

اقرأ أيضا | الغرف التجارية: الدولة تهتم بصناعة الدواجن بشكل كبير لاستمرار تحقيق الاكتفاء الذاتي