يزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجزائر، يوم 25 أغسطس الجاري، وتستغرق الزيارة ثلاثة أيام، وتأتي بعد عام من أزمة دبلوماسية ؛أعقبت تصريحات ماكرون التي تشكك في وجود أمة جزائرية، قبل الاحتلال الفرنسي.
وقال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عادل أورابح، في مقالة مع "سبوتنيك": "طابع ومدة الزيارة، يدل جليا على أنها بالغة الأهمية من حيث العلاقات المباشرة بين البلدين، فهي تأتي بعد التوتر، الذي شهدته العلاقة خلال العامين الماضيين، ويبدو أنها أجلت في السابق بسبب ذلك".
اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي: أمريكا تعتمد على قروض الصين ولا تتمنى إفلاسها
وأستكمل أورابح حديثه: "هذا يعطي الانطباع على وجود رغبة ثنائية، لوضع الخلافات حول ملف الذاكرة جانبا، وتركيز العلاقات على ملفات ذات أهمية بالغة؛ ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية، وإنما على صعيد جيوسياسي أشمل، يهم العلاقات الأورومتوسطية ككل."
وتابع أورابح: "الجزائر اليوم في موقع تفاوضي جيد، بفعل دورها كمُورد أساسي للغاز بالنسبة لدول جنوب أوروبا، في ظل السياق الحرج الناتج عن الحرب الروسية – الأوكرانية "العملية العسكرية الخاصة لحماية سكان إقليم دونباس"، وكذلك كدولة محورية محتملة في مجال الاستثمارات، في الطاقات المتجددة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر".
ومن الناحية الأمنية، قال المحلل السياسي الجزائري: "هناك تقارب ممكن جدا بخصوص الملف المالي، ووجود إشارات فرنسية جدية بخصوص دعمها لتنفيذ فعلي لاتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي، الموقع سنة 2015."
وأشار أورابح إلى أن الجزائر بدورها مدركة لأهمية الدور الفرنسي في صنع القرار الأوروبي، العلاقات مع دول تضع الجزائر في صدارة اهتماماتها الاقتصادية، كإيطاليا وألمانيا، يمكن أن تكون أكثر حيوية بوجود علاقات مستقرة مع فرنسا.
ونشر رئيس فرنسا ماكرون، بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، على موقع الإليزيه "عن تمنياته بتعزيز العلاقات القوية بالفعل بين البلدين"، مؤكدا "التزامه بمواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة، والمصالحة بين ذاكرتي الشعبين الجزائري والفرنسي".
