«رحيق السطور» ديوان يطرح شجرة محبة.. ووصفة سحرية

«لما يبقى القلب أبيض»
«لما يبقى القلب أبيض»

«لما يبقى القلب أبيض» للشاعرة الرقيقة مريم توفيق.. ديوان وكأنه ترنيمة حب شجية للأوطان وشجرة تطرح وتورق محبة برسالة سلام للعالم وللإنسان.. ديوان يقدم وصفة سحرية قديمة ومتجددة للعيش فى ود وأمان وسلام.. فتغرد الشاعرة قائلة: «طبطبوا على جرح غيركم.. واعطوا للناس بعض خيركم.. قبل سنّة وقبل فرض.. دينك أنت أمر بين ربك وبينك.. ربنا عالم بدينك».. بكلمات شاعرية قريبة المأخذ تنبهنا الشاعرة بأهمية الطبطبة على جراح الغير التى لها مفعول السحر فى خلق بيئة مواتية للعيش ووطن يظلل على الجميع قبل أداء السنة والفرض.


 وتيسر مفهومها لبياض القلب فى كلمات بالغة البساطة.. «البياض مش بشرة بيضا.. البياض روح لا تعادى.. روح تشوف الناس ولادى.. أو ولاد الناس ولادى.. البياض روح المسامحة.. أرض بكر وأرض صالحة..».. ويقدم الديوان ما تنادى به الأديان والإنسانية فى التعامل وحفظ مفهوم ومغزى الأديان فى العيش بلا رياء، أو كلام عن خير بلا فعل، وكيف يكون الوطن حضنا للجميع، ولكل الأديان، وحرية المعتقد هى خير للإنسان.. «.. مش رياء .. مش كلام عن خير وبس.. ترجم القول ع الطبيعة.. عيش مع الناس ع السجية.. وع الطبيعة.. دينك أنت أمر محتاج الدليل.. كن جميل ..كن وديع.. الوطن ده للجميع.. بيت وحضن البيت ربيع .. فدليل المواطنة هو إشاعة الحب وإيثار الغير على النفس».


  لم تلجأ الشاعرة إلى المجازات والصور الشعرية فى العديد من قصائدها.. ربما لأن الرسالة التى تحملها تحتاج إلى كثير من المباشرة حتى تصل إلى مساحة أكبر من القراء وخاصة القارئ العادى.. تريد إيصال رسالتها إليه بلا محاولات مجهدة منه للوصول إلى ما تريده الشاعرة.. وبغير جهد نتبين أن ما يؤرقها هو «التدين المظهرى» الشكلانى إن جاز التعبير حيث يظهر البعض عاطفته الدينية بلا مردود فعلى على سلوكياته فى الحياة فتقول مباشرة..» عيش مع الناس ع السجية.. وع الطبيعة.. دينك انت أمر محتاج الدليل كن جميل».


  لكن الشاعرة تفاجئنا بـقصيدة «شجرة سكات» تحمل العديد من المجازات الشعرية والعواطف الجياشة التى تفيض بالحنين والشجن وأبعاد تأملية فى الكون والزمان والمكان، فتجد نفسك تقرأ القصيدة عدة مرات متأملا تلك الصياغات التى تنم عن شاعرية أصيلة متجذرة فى عروق شجن الشاعرة، فتغرد فى قصيدتها: «بين الشتا والخوف ربيع.. بين الأمل واليأس خوف..عاجزه الضلوع تتصوره.. مبدورة ف غيطان السكات.. شجرة سكات.. بترجم الحاصل ما بينى وبينه ترنيمة آهات.. الضحك فات على قلبى آه ..والقلب تاه والحلم أبعد من خطاه.. واندس فى عروقى الشجن.. إحساس غريق بيسمى همس الليل صديق.. وتبل ريق النسمة بتشق المدى .. وتفوت تقلب فى الورق والذكريات.. بين الشتا والصيف سكات».


  وبقلب محب متيم بالوطن وبأنجيله وقرآنه وبحلم للوطن ترتل قصيدة مليئة بعشق الوطن..» وباحلم إننا بكره.. حنرجع لك جرس وأدان.. ونسرح بالزتون شعرك وترجع لك.. ليالى زمان.. وارتل بالخشوع مزامير.. ويقرا المسلمين قرآن.. نطرز توب جديد ليكى.. ونملاكى جمال وسلام. هنرجع لك.. هنرجع لك.. دى مش أحلام!


وفى قصيدة «رجعت مصر» تنادى بالفرحة وبتوب الزفاف بعد ما تخلصنا من صنّاع الأذية ..»اقلعى توب الحداد والبسى توب الزفاف..غنى للفرحة اللى جاية واملى بالخضرة الضفاف.. رجعى الضحكة العفية يا بهية.. واعقدى المنديل بأوية تاج على رأس الصبية.. شعبك العاشق بيهديكي التحية .. نقى أرضك من الغلت والسوس وصّناع الأذيّة .. لبسك توب الكرامة وطهرك م الفوضوية.. رجعك شامخة وقوية.. رجعك لاخوات عروبتك.. أم شايلة المسئولية.. جيشك الجبار بيحمى الأرض ويصون القضية..»


وفى العديد من القصائد تغزل الشاعرة قصائد حب للوطن وللشعب والتسامح والعيش بالمعتقد لكل من يساهم بالسلام بالفعل مش بالكلام فى وطن مشرع أجنحته للجميع تحت راية الإنسانية والمحبة.